الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

حكاية ألف ليلة وليلة عن السلطان الصالح

حكاية ألف ليلة وليلة عن السلطان الصالح

شبيجل التاريخي العدد الثالث ٢٠١١
يوليانه فون ميتيلشتيت
الترجمة عن الإنجليزية حمد الغيثي


ربما ينبغي أن تحكى القصة مرتين. الأولى: حكاية دولة من قصص ألف ليلة وليلة بها شواطيء الأحلام، وأشجار البخور، وقائد حكيم يشبه حكماء الشرق القدامى. ملجأ سلام بين اليمن والسعودية وإيران. مثال لعصرنة ناجحة دون طغيان أو إرهاب أو جنون عظمة. لكن القصة الثانية تحكي عن أقدم زعيم عربي في السلطة بعد معمر القذافي، الذي يحتوي نظامه ممارسات قليلة يمكن وصفها بالديموقراطية: إعاقة تأسيس  نقابات العمال، حظر تكوين الأحزاب كما هو حال كلمة “إصلاح” التي منعت من التداول حديثاً.

كلا القصتان تدوران حول ذات الدولة: سلطنة عمان. الرحلة إلى داخل “عمان السعيدة” تبدأ من المطار إلى مسقط العاصمة. مر التاكسي بمحاذاة مراكز تسوق، ومناطق سكنية راقية، وفنادق غالية، والمسجد الذي بناه السلطان لشعبه، الذي أرضيته مكيفة، وبه أكبر سجادة فارسية في العالم.

الدولة المُزارة هي إحدى أقل الدول العربية قمعاً. يحكمها السلطان قابوس بن سعيد، وهو رجلٌ يعزف العود، وشخص محترم من قبل عامة الشعب. لا يسمح السلطان بتعذيب السجناء، أو باضطهاد الأقليات، أو بتمويل الجماعات الإسلامية، ولا يشن حروباً أهلية.

بدلاً من ذلك، يسمح بحرية المعتقد في الدولة، ويدعم النساء. شهد برنامج الأمم المتحدة للتنمية عام ٢٠١٠م للسلطنة أنها حققت أكبر قفزة تنمية في العالم أثناء الأربعين سنة من حكم السلطان.

كردة فعل على الاحتجاجات التي حدثت في السلطنة، رفع السلطان حجم المعونات والضمانات الاجتماعية، والحد الأدنى للأجور، ووعد بتوفير ٥٠ ألف وظيفة، وأقال ١٢ وزيراً، وشكل لجنة لتقديم مقترحات لدستور جديد.

التاكسي توقف أمام فيلا بيضاء، حيانا أحمد بن سلطان الحوسني في الداخل، هو رجل أعمال وسياسي، لكن الأهم من ذلك أنه ينتمي لأحد أهم العائلات تأثيراً في السلطنة. قاد الضيوف لمكتب به أريكة بيضاء. كان الحوسني مديراً لمراسم السلطان، ويشغل حالياً عضوية مجلس الدولة المعين أعضاءه من قبل السلطان، وهو أيضًا رئيس شركة الكروم العمانية.

الحوسني ينتمي لـ ٢٪ من السكان الذين عاصروا عهد السلطان سعيد بن تيمور والد السلطان قابوس. في تلك الأيام القديمة، كانت هناك ٣ مدارس عامة، ١٠ كيلومترات من الطرقات، ولم يوجد كهرباء أو مطار، قال الحوسني. أضاف أيضًا: منعنا من السفر للدول الأجنبية، ومن أراد اقتناء سيارة أو بناء بيت احتاج لإذن شخصي من السلطان سعيد بن تيمور.

كان عمر الحوسني ١٨ سنة لما أطاح السلطان قابوس بوالده في ١٩٧٠م. لعب الحوسنيون دوراً مهماً في هذا الانقلاب: كونوا حراس القصر السلطاني في صلالة حيث كانت تقطن العائلة الحاكمة حينها، وعندما حانت الساعة رفعوا أسلحتهم ضد السلطان العجوز.

الولاء للسلطان كان مربحاً. أحمد بن سلطان الحوسني لم يدرس في مدرسة خلال سني حياته الثمانية عشرة، لكن بعد ١٩٧٠م أرسله السلطان إلى بريطانيا العظمى حيث تم تدريسه من قبل معلم السلطان. بعد ذلك عمل الحوسني في البلاط السلطاني، وكون ثروة من خلال أعمال المقاولات والخدمات العامة المتنوعة.

“عشنا بالماضي حرفياً في ظلام، بسبب عدم توفر الكهرباء” قال الحوسني. “بعد ذلك أتى قابوس وأتى الضياء”. الحاكم الجديد بنى خطوط الكهرباء، مهد الشوارع حتى للقرى النائية، أتت محطات تحلية المياه، والمستشفيات، والمدارس. تم إضاءة كل شيء من عوائد النفط الذي عثر عليه منتصف الستينات.

على طاولة الحوسني صورة للسلطان الشاب في الكاكي العسكري. في أيام السبعينات، أنهى قابوس تمرداً في ظفار بمساعدة البريطانيين، وظفار مقاطعة حدودية مع اليمن. منذ تلك الأيام، غدت عمان جزيرة آمنة في المنطقة العربية، وبرعت في فن التحالف مع إيران، والولايات المتحدة، وبريطانيا في آن واحد.

لمحة على تلك الصورة كافية، يقول الحوسني، للتعريف بالخطر الذي تهدد الدولة بدون السلطان قابوس: انهيار في الشمال، والجنوب، وعلى الساحل، وفي الداخل، باختصار عمان يمنية.

ولده خالد أحمد الحوسني يرى شيئاً مختلفاً في صورة قابوس: سلطان يحكم البلاد منذ أن أبصر النور، منذ أربعين سنة. الحوسني الابن معجب  بالسلطان لكنه ينتقد سياسة السلطان الاقتصادية. الحوسني الابن: عمان دولة ريعية مازالت تعتمد على عوائد النفط والغاز، رغم أن احتياطيات النفط آيلة للنضوب خلال ١٨ سنة. تفتقر السلطنة لوظائف مؤهلة، لذلك هناك تذمر كبير وسط شريحة الشباب،- فـ ٥١٪ من ٢.٩ مليون هو تعداد السكان هم أقل من ٢٥ سنة. 

في الحين الذي صارت فيه دبي منصة عالمية، يعتقد كثير من الناس أن عمان جزيرة صغيرة في المحيط الهندي، رغم أن عمان بحجم إيطاليا، وتتحكم في طرق الملاحة الاستراتيجية بمضيق هرمز، وهي دولة ضمت يوماً ما مستعمرات من ممباسا حتى جوادر.

على افتراض أن السلطان يرمي لإنشاء ملكية دستورية تدريجياً، هذا ما يردده أتباعه، فهل تصير عمان مثال على حاكم يتنازل عن جزء من سلطته بإرادته الحرة وبسلام؟

يعرف خالد الحريبي طريقه جيداً في اتخاذ الخطوات الصغيرة. أسس أول مؤسسة غير حكومية في عُمان تستحق هذا المسمى. كل المؤسسات تخضع لتحكم وزارة التنمية الاجتماعية. لكن الحريبي قام بتسجل مؤسسته “تواصل” كشركة تجارية تمارس نشاطاً استشارياً.

تنظم تواصل لقاءات حول حقوق الإنسان والإعلام، وتقدم استشارات للنساء الآتي يرغبن بالترشح لعضوية مجلس الشورى: مجلس ذو صلاحيات استشارية بحتة. يرغب الحريبي ببطء ببناء مجتمع مدني في حدود النظام المتاح. “نحاول الامتناع عن تناول المواضيع الحساسة، ونتجنب المجابهة” شارحاً استراتيجيته.

يلبس الحريبي دشداشة بيضاء وكمة مطرزة مثل أغلب الرجال في عمان،  وفوق ذلك عمامة ملفوفة حول رأسه. بيد أنه يتكلم الإنجليزية بلكنة أمريكية. درس العلوم السياسية في فريجينيا الغربية، وهو تخصص لا يدرس في بلده. “تتخوف الحكومة من تحول مؤسسات كتواصل لأحزاب سياسية”.

يؤمن الحريبي أن السلطان يريد للبلد أن تنفتح لكنه أيضًا يرى مخاطر قائمة وراء ذلك.”هذا هو الدافع وراء رغبته بإحداث تغيير تدريجي على مدى عقود وليس بشكل ارتجالي”. الأمن والاستقرار هو السبب الأهم وراء تلك الرؤية لدى قابوس كما يراه الحريبي. “يجب أن نقنعه بإحداث إصلاحات خطوة بخطوة”. الكثير من المتظاهرين الشباب يعتقدون أن التغيير يمكن أن يأتي فقط من خلال الضغط كما في تونس، ومصر. “لكن هل هناك تلك الحشود التي يمكن أن تخرج للشارع في عمان؟” يهز الحريبي رأسه. “لا، الكثير من العمانيين مايزالون يبجلون السلطان، وأنا أحدهم.”

“القصة الأخرى” لعمان تبدأ برحلة في خصب، المدينة الشمالية النائية حيث تبعد إيران حوالي ٥٠ كيلومتر. رحب بنا بشكل مهذب رجل بملابس رسمية في محطة الشرطة، قال أن عنده بعض الأسئلة. قدم نفسه على أنه عضو في الاستخبارات الداخلية CID. “لا تسيؤوا فهمي” قال الرجل. “هذا ليس قسم شرطة، بل فقط مكان أكلمكم فيه كما يكلم أخاً أخته”.

تستاء السلطات العمانية من التقارير الصحفية التي تغطي المهربين الإيرانيين الذين يهربون الملابس، والعصائر، وصحون الاستقبال الفضائية عبر مضيق هرمز لداخل إيران كل يوم. لكن لم يصرح الرجل عن ذلك مباشرة، قال: “لا تتحدثوا إلى الفقراء الأغبياء في الشوارع. سيخبرونكم أشياءً مغلوطة”. بكل تأكيد ذلك لم يكن أمراً، بل نصيحة. بل ربما رغب في نصحنا بمغادرة السلطنة بأسرع ما يمكن.

بعد ساعتين انتهت المسائلة. كان تحذير مشابه لما استلمه كثيرون خلال تلك الأسابيع في البلد: صحافيون، ومتظاهرون، وأعضاء مجلس شورى. الاستخبارات المحلية تعمل دون لفت الانتباه. عادة يلمح أثرهم فقط عندما لا تعمل محتويات على موقع يوتيوب، أو تحجب مواقع إنترنتية بشكل مفاجيء.

تعتبر “عمان الأخرى” هذه إضافة للعربية السعودية أقل الدول ديموقراطية في كامل المنطقة. لاتوجد غالباً إمكانية للمشاركة في الحكم. البلد محكومة بمراسيم الحاكم الذي يمثل كل شيء في وقت واحد: وزير الخارجية، الدفاع، المالية، إضافة لرئيس الوزراء، ورئيس البنك المركزي. السلطان يدعم كراسي أكاديمية للحوار والسلام، لكن لا توجد دولة في العالم تضاهي السلطنة في الإنفاق على التسليح والجيش نسبة لدخلها القومي.

في منتصف يناير، نزل أول المتظاهرين إلى الشارع. امرأة تشغل رئاسة تحرير إحدى المؤسسات الإعلامية قالت أن أحدهم اتصل بها وحذرها قبيل المظاهرة من بث تقارير أو أخبار عن المظاهرة. تغير ذلك بعد ٢٨ فبراير حينما نشرت الصحف أولى صور المتظاهرين. منذ ذلك الوقت، الشباب يعتصمون، العمال بدؤوا بالتظاهر بشكل عنيف، وفي صلالة -عاصمة محافظة ظفار- سمعت نواقيس الثورة: أراد الناس إسقاط النظام.

الرحلة في عمان هذه، تقود من خصب لصحار حيث شهدت أكبر المظاهرات وأعنفها، رغم أن “أكبر وأعنف” يعني شيئاً مختلفاً في عمان عنه في سوريا، مصر، البحرين.

في نهاية فبراير، ذهب د. عبدالغفار الشيزاوي، أستاذ اللغة العربية، لدوار الكرة الأرضية في صحار حيث تجمع حوالي ٣٠٠٠ متظاهر. أراد الشيزاوي تهدئة المتظاهرين وتجميع مطالبهم التي وصلت لـ ٣٨ مطلب. الكثير من المال، الكثير من الحرية، القليل من الفساد- كانت مطالب المتظاهرين من الرباط حتى صنعاء. إلتقى الشيزاوي بعدها عضو مجلس الشورى الذي وعد بإيصال قائمة المطالب للجهات المختصة.

بعد شهر واحد، وقف رجال الشرطة في الثالثة فجراً أمام باب منزل الشيزاوي. ضربوه وركلوه، ثم وضعوا كيساً على رأسه وأخذوه معهم. بعض مئات من المتظاهرين تعرضوا لأمر شبيه تلك الليلة. تم اعتقالهم ومسائلتهم لمدة ١٣ يوماً. بعد ذلك، تم إطلاق سراحهم.

بعد أسبوعين لاحقين، اتهم الشيزاوي مع ٢٦ آخرين بإشعال النيران والسلب، والتحريض على العنف. كان مهدداً بالحبس ٧ سنوات. “ربما ما سيحدث يشبه ما ألفناه في الماضي، يتم الحكم علينا بمدة طويلة في الجرائم المتهمين بها لإخافتنا، ثم بعد فترة قصيرة يصدر السلطان مكرمة بعفو سامي”.

قضى الشيزاوي -٥١ سنة- سابقاً ١٨ شهراً في السجن لأنه طالب بدستور. يطالب بإصلاحات لا تدعو للإطاحة بالسلطان، لكن انتقاده يتوجه بشكل متزايد للسلطان نفسه. “والحكومة الآن كانت ردة فعلها أعنف”.

باسمة الراجحي -٣٣ سنة- جربت ما يعني ذلك. تعمل مذيعة راديو وهي عضو مؤسس للجمعية العمانية للإصلاح. في الأسبوع الثاني من إبريل أوقف رجال أمن مقنعون سيارتها. سحبوها والناشط سعيد الهاشمي في باص، ثم قادوهم في الصحراء: ضربوهم، وركلوهم بالأرجل. “لو استمررتم بطريقكم الحالي سنقتلكم” حاول رجال الأمن إخافتهما. ثم اختفوا.

تزحزح اثنان من عظام رقبة الهاشمي. وتعرضت الراجحية لكدمات في أنحاء جسمها، لكن أهم ما تم الإضرار به هو اعتقاد واحد: أن عمان دولة لا يملك شعبها أسباباً للخوف من الشرطة.

“عادة لا يتعرض المرء للتخويف والإكراه بشكل مباشر” قالت الراجحية، “يحدث ذلك بطريقة ناعمة: يضغطون على عائلتك وأصدقائك وقبيلتك كي يقنعوتك بالتخلي عن الانتقاد”. صولجان السلطان الحديدي مكون من التناغم والوحدة. النقد الموجه ضده مكبوت بشدة. والإعلام ينقل تقارير مكثفة -أكثر من ذي قبل- عن الأعمال المجيدة للسلطان.

حسين العبري -٣٨ سنة- مؤلف وطبيب نفسي. يبدو العبري وكأنه خبير بالروح العمانية، وفي هذه اللحظة، يقول العبري، إن هذه الروح مضطربة. الكثير من العمانيين، بناءً على العبري، غير متيقنين بسبب التظاهرات وأيضًا بسبب ردة فعل النظام.

هل يستطيع العبري إجابة السؤال التالي: لم كانت المظاهرات في عمان أخف كثيراً مقارنة ببقية الدول العربية؟

هو لا يعرف الإجابة الصحيحة، يعترف الطبيب النفسي. ربما يعود ذلك لكون المرء لم يعتد على الحديث عن السياسة بشكل علني. “الكثير من الناس كأنهم منومون مغناطيسياً، يرون السلطان أباً، ولا يملكون الشجاعة للثورة عليه”.

لكن الناس، يقول العبري، يغلون في داخلهم. يلاحظ الناس أن ما يستلمونه من ثروة بلدهم يتناقص بشكل مستمر، ولا يملكون تأثيراً لتغيير ذلك، في حين أن الكثير من الأمور العامة تبقى في طي الكتمان عنهم.

مجهولة طريقة اتخاذ القرارات السياسية، أو مقدار الثروة التي ينفقها السلطان والعائلة المالكة بناء على العبري. كان يتم تقدير أعداد مدمني الكحول والمخدرات والمتوفين في الحوادث وضحايا الجرائم، فحتى سنوات قليلة ماضية كان الحديث عن هذه المواضيع تابو تام، وفقاً للعبري.

لكن أكبر مجهول هو السلطان نفسه. يخاطب شعبه مرة واحدة في السنة، أما في بقية السنة فإنه يلقي بنظرة على صفحة التعليقات في “تايمز أوف عمان”. تطبع يومياً فقرات من خطاباته. يوصف السلطان عادة أنه قريب من شعبه، لأنه يقود سيارته ببهرجة في أنحاء الدولة شتاءً ليلتقي رعاياه. “تلك مسرحية” يقول العبري، “يتم انتقاء المشاركين بعناية كبيرة، ويتم إخبارهم بالمسموح والممنوع قوله”.

باستنثاء ذلك، يقيم السلطان في أحد قصوره، أو في يخته، ثالث أكبر يخوت العالم. إنه لا يضع أساسات مشاريع جديدة، ولا يفتتح مدارس جديدة، ولا يمنح أوسمة، ولا يمارس أي شيء مما ينتمي عادة لواجبات الملك. حتى الآن، بقى صامتاً تجاه المظاهرات.

هل يستطيع نظام سلطوي عقب ذلك أن يبقى جيداً للشعب إذا كان الحاكم في صميمه جيداً؟ السلطان بكل تأكيد رجل حكيم، يقول العبري مبتسماً. لكنه غالباً يستخدم حكمته بنشاط في سبيل مصلحته الخاصة، بناء على العبري. تبنى الأوبرا كمثال بـ ١.٨ مليار يورو. “لكن الناس تقلقهم أمور أخرى غير الموسيقى الكلاسيكية”.

يتم تغريم من لا يغسل سيارته أو يرمي نفاياته. “في المقابل لا يتم ملاحقة فساد الحكومة رغم وجود أدلة على أن وزراء ومستشاري السلطان يغنون أنفسهم من مواقعهم”.

بناء على ما سبق ذكره، فإن حكاية ألف ليلة وليلة عن السلطان الصالح تبقى بإصرار. يعود ذلك لحقيقة وجود ماكنة إعلامية مدربة تلمع صورته العامة كما يحكي العبري. والإعلام المحلي يمدح بإصرار إنجازات السلطان، وكرمه، وحكمته.

“لكن هل نعرف بصدق إن كان السلطان كريماً حقاً؟” يتأمل العبري. “عندي شكوك حول ذلك. يقول البعض أن السلطان لا يعرف عن الفاقة والفساد في دولته. لكن كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ أعتقد أنه يعرف كل شيء”.

أصدر العبري ٤ روايات، منعت واحدة من التوزيع في عُمان. تتحدث الرواية عن تجربة شخص يصارع مع مؤسسات نظام شمولي، تبدو أحداث الرواية وكأنها تقع في عمان. “لم أخبر أبداً أن كتابي ممنوع من التداول. لكن لم يتم توزيعه في البلاد. تلك هي الطريقة عموماً”.

بعد ٣ ساعات من الحديث، يتكيء العبري للخلف متسائلاً هل هناك أسئلة أخرى؟

نعم، سؤال واحد أخير: ما هو موقفك الشخصي تجاه قابوس؟ ضحك العبري. “أنا عماني. أنا أيضًا مع ذلك أرى السلطان أباً”.