وفاة الغير مكترث بجنوح السفينة
توفي أنيس منصور.
أشارك الكثيرين عدم معرفة الرجل أو كتبه أو "فلسفته". قرأت نعي أنيس منصور على صفحات وسائل الإعلام، وكعادة الإعلام العربي تم وصف الراحل بألقاب متعددة، وأن وفاته حدث فادح للثقافة العربية المعاصرة.
يمكن الاتفاق أن الإعلام العربي يضفي هالات عديدة على أشخاص متعددين. لا يمكن الجزم أن هذه الهالات الإعلامية تصور بدقة هالات ثقافية أو فكرية كبيرة.
تابعت لفترات متقطعة عمود أنيس منصور في صحيفة الشرق الأوسط. كان المقال نافذة لحياة واسعة غير معاشة في الواقع العربي. يسافر العمود يومياً إلى تأملات شخصية، ومدن بعيدة، وأسماء فلاسفة، وبعض المباديء العامة التي آمن بها هؤلاء. ترى وردة، أو كتاباً، أو كاتباً، أو طه حسين والعقاد. جمال، ودهشة، ولمحات خاطفة. هكذا كان العمود اليومي لمنصور. لم يتطرق الكاتب لما يشغل العرب في الوضع الراهن. لم يكتب في السياسة أو الأوضاع الاجتماعية المتفجرة. كانت عينيه تنظر للأفق المشرق أو الغارب.
إنها وفاة لرجل غير مكترث بجنوح السفينة.