السبت، 28 يناير 2012

عن وزارة الصحة العمانية

عن وزارة الصحة العمانية

وما أنا إلا من غزية إن غوت غويتُ 
وإن ترشد غزية أرشد
دريد بن الصمة


١. أعلن وزير الصحة العماني أحمد السعيدي قبل أيام قليلة عن تبرع فاعل خير ب ٥٠ مليون ريال عماني، لأجل إنشاء مركز تخصصي لطب الأطفال. غير مدهش أن يتبرع فاعل خير عمانياً بمثل هذا المبلغ، فلم يعهد عن العمانيين الإحجام عن العمل الخيري والتطوعي. لكن المدهش هو إحجام وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية عن الإعلان عن هذه المبادرات طيلة السنين الماضية.

لفترة طويلة ظلت جمعيات المرأة العمانية هي العنوان الحصري للنشاط الأهلي والمدني في عمان -إن استثنينا النشاط المؤسسي الحكومي-. حتى التبرعات السخية من بعض رجال الأعمال، والتي لقت صدىً واسعاً في المجتمع، لم يتم تغطيتها في وسائل الإعلام، ولم تشد بها المؤسسات الحكومية المعنية كنموذج رائد في العمل الخيري.

لهذا فربما يمثل إعلان وزير الصحة عن هذا التبرع السخي  تغيراً في السياسة العامة المتبعة في هذا الشأن. أتمنى أن يكثر فاعلو الخير في المجتمع العماني. المجتمع العماني يستحق الكثير، وهناك أبناء بررة كثيرون.

٢.  يبدأ اليوم أطباء عمانيون إضراباً عن العمل. لا يبدو أن هدفهم التسيب الوظفي بسبب الملل. لكنهم أعلنوا مسبقاً رسالة ومطالب  واضحة. بدوره ظهر وزير الصحة في وسائل الإعلام المقروءة قائلاً إن الهيكل الوظيفي والمالي في الوزارة قيد الدراسة، وفي طريقه لإصلاح. أعلن الوزير أيضًا إصلاحات في عمل مؤسسات الصحة تشمل تعزيز الأقسام الصحية في المستشفيات، وتوفير مختلف الأدوية للمرضى.

 إلا أن أهم ما جاء هو اعتراف الوزير بتضعضع سمعة الوزارة في المجتمع العماني، وتدني كفاءة خدماتها. هذا الاعتراف مهم جداً في تقديري الشخصي. إنه يعترف بوجود مشكلة، يتيح لاحقاً البحث عن حلول لها. إن هذا الاعتراف جديد وطاريء على عمل المؤسسات الحكومية التي كانت -ولفترة طويلة- تدعي الرشد والاستنارة.



السبت، 21 يناير 2012

مطر وحياة برية

مطر وحياة برية
مطر يسقط على الأرض. ناس تهرع لمخبأ، آخرون ينفشون مظلاتهم السوداء أو الملونة. أطفال يركضون خلف كرة. وموسيقى تعزفها الطبيعة. وآخر يُطل من نافذة عالية يرقب مشهداً يتبلور ثم ينحل. 

الثلاثاء، 17 يناير 2012

رأيتُ فيروساً!

رأيت فيروساً!
"أرني الله"
توفيق الحكيم

إحدى معضلات العلم هي معضلة الاستنباط. كيف يمكن أن يكون لما يستنبطه زيدٌ مدلولاً قياسياً بالنسبة لظاهرة معينة؟
مثلاً: يؤمن الناس بالله، لكنهم لم يروه. إنهم يستنبطون وجود ذاته مستعينين بأدلة منطقية.
طلب توفيق الحكيم في إحدى قصصه الرائعة "رؤية الله".

استنبط علماء الأحياء وجود الفيروسات. كان يمكن لأي ما أن يجحد ذلك، لا لضعف الأدلة العلمية غالباً، لكن بسبب علة الاستنباط. واليوم يتعامل الكثير من الناس (مرضىً وأطباء وعلماء) مع الفيروسات بطرق شتى.

تعاملتُ اليوم مع الفيروسات لكن بطريقة مختلفة. رأيتُ فيروساً رأيَ  العين.  رأيتُ عينَ ذاته، كما يقول علماء الكلام المسلمين. رأيتهُ عبر المجهر الإلكتروني.