عن وزارة الصحة العمانية
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويتُ
وإن ترشد غزية أرشد
دريد بن الصمة
١. أعلن وزير الصحة العماني أحمد السعيدي قبل أيام قليلة عن تبرع فاعل خير ب ٥٠ مليون ريال عماني، لأجل إنشاء مركز تخصصي لطب الأطفال. غير مدهش أن يتبرع فاعل خير عمانياً بمثل هذا المبلغ، فلم يعهد عن العمانيين الإحجام عن العمل الخيري والتطوعي. لكن المدهش هو إحجام وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية عن الإعلان عن هذه المبادرات طيلة السنين الماضية.
لفترة طويلة ظلت جمعيات المرأة العمانية هي العنوان الحصري للنشاط الأهلي والمدني في عمان -إن استثنينا النشاط المؤسسي الحكومي-. حتى التبرعات السخية من بعض رجال الأعمال، والتي لقت صدىً واسعاً في المجتمع، لم يتم تغطيتها في وسائل الإعلام، ولم تشد بها المؤسسات الحكومية المعنية كنموذج رائد في العمل الخيري.
لهذا فربما يمثل إعلان وزير الصحة عن هذا التبرع السخي تغيراً في السياسة العامة المتبعة في هذا الشأن. أتمنى أن يكثر فاعلو الخير في المجتمع العماني. المجتمع العماني يستحق الكثير، وهناك أبناء بررة كثيرون.
٢. يبدأ اليوم أطباء عمانيون إضراباً عن العمل. لا يبدو أن هدفهم التسيب الوظفي بسبب الملل. لكنهم أعلنوا مسبقاً رسالة ومطالب واضحة. بدوره ظهر وزير الصحة في وسائل الإعلام المقروءة قائلاً إن الهيكل الوظيفي والمالي في الوزارة قيد الدراسة، وفي طريقه لإصلاح. أعلن الوزير أيضًا إصلاحات في عمل مؤسسات الصحة تشمل تعزيز الأقسام الصحية في المستشفيات، وتوفير مختلف الأدوية للمرضى.
إلا أن أهم ما جاء هو اعتراف الوزير بتضعضع سمعة الوزارة في المجتمع العماني، وتدني كفاءة خدماتها. هذا الاعتراف مهم جداً في تقديري الشخصي. إنه يعترف بوجود مشكلة، يتيح لاحقاً البحث عن حلول لها. إن هذا الاعتراف جديد وطاريء على عمل المؤسسات الحكومية التي كانت -ولفترة طويلة- تدعي الرشد والاستنارة.