الاثنين، 2 يونيو 2014

تطوُّر

تطوُّر

من فرطِ تطوري
لم أستطع العيش في الغابة!

رصاص من نحاس العدم، حسين العبري
.

"وكل من يريد أن يكون مبدعاً في الخير وفي الشر، عليه أن يكون أولاً مدمراً، وأن يحطم القيم.

هكذا هو الشر الأعظم جزء من الخير الأعظم: لكن ذلك هو الخير المبدع.

لنتكلم عن ذلك يا صفوة الحكماء، وإن كان ذلك شنيعاً فالصمت أشنع، ذلك أن كل الحقائق المكتومة تتحول إلى سموم.

وليتحطم كل ما يمكن- أن يتحطم تحت وطأة حقيقتنا! فهناك دوماً بيت للبناء على الأنقاض".

هكذا تكلم زرادشت، نيتشه

ما يدهشني دوماً في "رصاص من نحاس العدم" هو الوعي الشديد الذي أبداه مؤلفه حسين العبري تجاه اللغة. في المثال الأعلى يلعب العبري على مفهومين اثنين للتطور. الأول هو التطور الطبيعي لتاريخ الإنسان الذي قدم من الغابات مؤسساً للحضارة. الثاني هو التطور الاجتماعي حيث تتطور المجتمعات البشرية من البادية إلى الريف والزراعة انتهاء لحياة المدينة. إنه التطور الاجتماعي الذي يخاطب العبري القاريء من خلاله، لكنه يخفي التطور الطبيعي في ثنايا نصه.


وفي المعنيين تؤرخ اللغة فهمنا للمفردات.

لعل فكرة الصراع قديمة، لكنها ظهرت بارزة مؤطرة في فلسلفتي كارل ماركس (وهيجل من قبله) ونيتشه إضافة لنموذج تشارلز دارون للتطور الطبيعي. 
ويعكس النص الثاني أحد الأفكار الرئيسية في فلسفة نيتشه، وهي الصراع المستمر، صراع الأضداد المؤدي لتطور الحياة. ويكون هذا الصراع في أعلى صوره الجمالية حينما يكون صراع أفكار ورؤى، حيث يضحمل الغير نافع بينما ينمو المفيد.



هكذا هي الحياة. يموت الحيُ ليحيا ميتٌ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق