الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

حول العلم والسياسة

حول العلم والسياسة


على أحد الممرات في جامعة كوينزلاند عُلّق ملصق للبروفيسور أيان فريزر معلن به عن حديث عام للبرفيسور موجه للطلبة الدارسين في الجامعة. لم أشأ أن أضيّع فرصة حضور هذا الحديث خصوصاً وأن البرفيسور فريزر أصبح وجهاً عالمياً في البحث العلمي بعدما اكتشف أول مصل لسرطان عنق الرحم.

بدأ البروفيسور حديثه، ولفت نظري أنه كان يلبس قميصاً عادياً وسروالاً قصيراً يمكنه من المشي بأريحية وقيادة دراجته الهوائية. بدأ الرجل بجملة شدت انتباهي وهي: "العلم والسياسة يغيران العالم ويحلان المشاكل"، لكنه أردف أن السياسة تخلق المشاكل أكثر من حلّها!

البحث العلمي هو البحث عن حلول أو معرفة أكبر بالأمراض والمشاكل الموجودة على الأرض. هو مسيرة متطورة وليست مستقرة، تؤمن بالتغيير المستمر في المعلومة والأدوات والتقنيات البحثية كي تولد نتائج جديدة ومعاصر. ربما تظهر لنا بالجملة السابقة إشكالية الحداثة والعلم والسياسة. العلم والسياسة في محيطنا العربي لم يتطورا، فتمّ استيراد العلم واستمدت طرق ممارسة السياسة من تاريخ هذه المنطقة الغني.

بين العلم والسياسة تضيع بعض المفاهيم، فكيف يؤمن السياسيون ذوي العقلية التاريخية بقدرة العلم ذي الهوية الحداثية على حل مشاكل الوطن أكثر من بنادق العسكر وأنوف المخبرين؟!


مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير
أناشدك الله يا أبي:
دع جمع الحطب والمعلومات عني
وتعال لملم حطامي من الشوارع
قبل أن تطمرني الريح
أو يبعثرني الكنّاسون
هذا القلم سيقودني إلى حتفي
لم يترك سجناً إلا وقادني إليه
ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه

محمد الماغوط

هناك تعليق واحد: