الخميس، 16 يوليو 2009

صديقي في ذمة الله

صديقي في ذمة الله


وعند باب قريتي يجلس عمي «مصطفى»
وهو يحب المصطفى
وهو يقضي ساعة بين الأصيل والمساء
وحوله الرجال واجمون
يحكي لهم حكاية ... تجربة الحياة
حكاية تثير في النفوس لوعة العدم
تجعل الرجال ينشجون
ويطرقون
يحدقون في السكون
في لجَّة الرعب العميق، والفراغ، والسكون
«ما غاية الإنسان من أتعابه، ما غاية الحياة»؟
يا أيها الإله!
ص. عبدالصبور

حمد البوسعيدي، كان صديقي. إلاَّ أنه لم يعد كذلك الآن. إنه ينتمي لعالم آخر غير هذا العالم. لقد أخذه الموت منا وهو في ريعان الشباب. لقد مات حمد البوسعيدي ليس كما يموتُ قادة الدول متخمين. مات مريضًا بعد أن حمل مرضه على صدره، وفي خلايا جسمه التي كانت تفارق الحياة تباعاً. مات حمد بالسرطان. يا إلهي.. ماذا حصل في هذا العالم؟

إنه فقط كان شاباً صالحاً، كان طيباً. لم يخلق مشكلة مع أحد. كان مريضًا طيلة سنين طويلة، ولم يستطيع أن يعش كما ينبغي. بل ولم يمت كما ينبغي، بسلام وراحة. مات ببطء شديد وكأنه في عذاب مستمر. هل شاهدتم مرضى السرطان وهم يتلقون العلاج الكيماوي؟ ربما لم تشاهدوا تلك السوائل وهي تدخل الجسم عبر الأنابيب، ويرتعشُ المريض رويداً رويداً، ثم يهتزُ السرير من تحته لاهتزازه كأنكَ ترى جلسة زار أو جان. ثم يهدأ ثم ترتفعُ الحرارة ويبدأ الهذيان، ثم يعودُ الكيماوي من جديد، وتستمرُ الدائرة. وتشعرُ أنكَ أضعفُ من ورقة خريفية داهمتها نسمة ضعيفة فأسقطتها تحت الأقدام. كان حمد مريض سرطان، أي أنه لم يعش حياته كما ينبغي لشاب في العشرين من عمره.

كيف قبض روحه ملك الموت هكذا دونما رحمة. كيف تقصَّده، وترك من حوله. لماذا يموتُ الطيِّبون ويبقى غيرهم في هذا العالم؟ كيف يحدثُ هذا العذابُ المستمر والموت العشوائي في هذا العالم دونما رحمة وعدالة؟ بل لمَ أتى إلى الحياة وأجله قصير فيها، ألرحلة العذاب والشقاء؟ أكي يرى أعضاءه تذوي أمامه، ويعيش سنيناً مستمرة على أقراص الدواء؟ هل زرتمُ مريضًا بمستشفى يوشكُ أن يموت في يوم عيد؟!

رحمه الله.. آمين..
آمين..
رحمك الله يا حمد


هناك 14 تعليقًا:

  1. رحمه الله يا حمد .. وأحسن عزاءك فيه، اللهم اسكنه في فسيح جناتك، واجزه عن صبره خير الجزاء ..


    اللهم آمين .. اللهم آمين

    ردحذف
  2. غفر الله ل حمد وأسكنه فسيح جناته ~!
    -
    هم السابقون ونحن اللاحقـون

    ردحذف
  3. ..


    رحمه الرحمن الرحيم
    وأدخله فسيح جناته


    خفف الله حزن ـكم
    وأدخله جنته الواسعة

    ردحذف
  4. رحمه الله وعظم الله اجوركم في الصبر عنه ..
    السرطان .. يا الله لا تذكروني به ..

    ردحذف
  5. هو ذهب لـِ يتركنا والغصه تخنقنا !
    أخ عزيز لم نرى منه الا كل خير

    يوم حزين ياحمد ..



    الله يرحمة ويغفر له

    ردحذف
  6. .حمد الغيثي، كما يفزعنا الموت، ليس لأنه قادم، بل لأنه يأخذ الأشياء القريبة، والبعيدة، يأخذ الأرواح الجميلة والسيئة، يأخذ الأعداء والأصدقاء.

    فماذا نقول في هذا الرحيل..


    حمد أتمنى له الجنة هذا المؤمن الذي أبتلاه ربه من سابع سماء، الله يحب أن يبتلي المؤمنين..

    .
    .


    كما قال أحدهم:

    الأشياء الجميلة يا صديقي سرعان ما تنطفئ.
    .
    . أنه الموت يا صديقي، كيف لنا أن نفسره، إنها نتيجة مضمونة يا أصدقائي، الموت هي النتيجة الأكثر ضمانا، إنها المعادلة المضمونة 100% يا أيها البشر.
    .
    .
    وكما قال حمد الجابري:

    سأبتكر طريقة جديدة للموت!!

    ردحذف
  7. "لماذا يموتُ الطيِّبون"

    لم؟

    ردحذف
  8. وهنالك مقولة أميركية

    The Good Die Young and the Bad die Old

    >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

    ٌR.I.P Hamed >>> May you rest in Peace

    ردحذف
  9. صديقي البعيد
    لولا التجديف الذي سيلومني لهديته أجمل أجمل أغاني السيدة لروحه ... ولكن


    رحمه الله جل وعلى..

    ردحذف
  10. كما اقل تركي.. يفزعنا الموت لأنه يأخذ أشياءنا المقربة منا فنغوص في ألم التئام مكان الفقد في قلوبنا

    أحسن الله عزاءك في فقدك يا حمد

    ردحذف
  11. أيها الأصدقاء،
    شكراً جزيلاً على التعازي..
    وعلينا الدعاء فقط..

    ردحذف
  12. رحمه الله واسكنه فسيح جناته


    لا اعرفه ولكن آالمتني لوعة
    الجميع على فقدانه


    لذا بجنان الخلد يا حمد !

    ردحذف
  13. ايكون لكل شئ حكمة؟

    احب ان افكر بذلك ..

    ارتاح اخيرا من ألمه ، وأصبح بمكان أفضل ...




    فليرقد بسلام

    ردحذف
  14. غفر الله له وأعان أهله على فقدانه.. وأبدلة الله دارا خيرا من دار..

    ردحذف