الثلاثاء، 22 مارس 2011

من أدار الأزمة؟ ومن يتحمل المسؤولية؟

من أدار الأزمة؟ ومن يتحمل المسؤولية؟

هذا دم أم ليس دم؟!
مظفر النواب

كانت الأمور غائمة في صحار. لم تُعرف هوية الذي يدير الأزمة. لم يلح في أفق صحار وجود سلطة تعي أبعاد ما يجري، وتستطيع وضع حلول تحتوي الوضع الذي ازداد تأزمه.

في اليوم الأول، ٢٦ فبراير، أبى مدير عام القوى العاملة إدارة الوضع أمام أبواب مؤسسته. وتم رفض تدخل الوالي، لأنه لا يستطيع تقديم الحلول: الوظائف! وتم التصادم مع مدير إدارة شرطة الباطنة. 

في اليوم الثاني، ٢٧ فبراير، استخدم الحل الأمني على غرار هجوم قوات الأمن البحرينية على المعتصمين بدوار اللؤلؤة الساعة الثانية فجراً. ردة الفعل من قبل المعتصمين كانت مدوية. في مساء اليوم: سقوط قتيل وعدة جرحى. الشارع الرابط بين دواريْ الكرة الأرضية والوقيبة كان أشبه بمخلفات ساحة قتال. أعلن السلطان عن الخمسين ألف وظيفة.

في اليوم الثالث، ٢٨ فبراير، أُحرق مركز اللولو التجاري. بدأ تلفزيون سلطنة عمان بتغطية الأحداث، واصفاً المعتصمين "بالمجموعة التخريبية". بدأت رسائل نصية "مجهولة المصدر" تصل على الهواتف المحمولة بعمان. جاء بأحدها:
لا يا شباب ندائي لكم جميعاً لا تنخدعوا مثلما انخدعت وانخدع غيري بأن المظاهرة في صحار ليست بريئة فهي مدفوعة من الخارج وإلا لما يصرون على تقطيع أوصال اقتصادنا باستهداف الميناء والمنطقة الصناعية وقطع الطرق. الحذر الحذر. نعم نختلف في بعض الأمور مع الحكومة ولكن لا يمكن المساس بالمقومات وإلا سندفع الثمن غاليا. نعم هذه المظاهرة مدفوعة من الإماراتيين، أقول بعض الجهات الرسمية فيها وليس الشعب. شعب الإمارات يتألم ما يحصل في عمان من تخريب.
في اليوم الرابع، ١ مارس، نظمت مسيرة الولاء والعرفان للسلطان بمسقط، مع تغطية مميزة جداً لتلفزيون عمان. بينما احتدت الإشاعات وأعمال التخريب في صحار الذي كان وضع أهلها كما جاء في الآية الكريمة: إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر. واستمرت الرسائل المجهولة التي كان أحدها:
الأشخاص الذين يقومون بأعمال التخريب ليسوا من صحار وإنما يقوموا بتشويه صحار لأنها سوف تصبح من أهم المدن العربية من الناحية التجارية. والأشخاص المتظاهرين مدفوع لهم مبالغ لزعزعة الأمن. فيجب علينا الوقوف صفا واحدا من خلال إرسال رسائل التوعية لجميع الشباب وخاصة أهالي الباطنة الشرفاء. ارسل الرسالة لأصدقائك المخلصين. 
 في اليوم الخامس، ٢ مارس، بوادر تغير في تغطية الإعلام العماني للاعتصامات التي انتشرت في عُمان. حسين العبري يتصل ببرنامج هنا عمان الذي يقدمه خالد الزدجالي:

كان هناك تخبط في أدارة الأزمة. اليومين الأوليين أسفرا عن قتيل وجرحى، واستدعت انتباه وكالات ووسائل الإعلام العالمية. تم الاستقرار لاحقاً على فكرة خطيرة وخبيثة بتحميل الإمارات مسؤولية الاعتصامات والتخريب. استغلت لهذا شبكة الاتصالات (لم يفتح تحقيق في هذا حتى الآن!) وتم إبطاء الإنترنت (في صحار على الأقل)، مع تغطية مبتذلة (أخف ما يمكن استخدامه) من التلفزيون العماني. كادت صحار أن تشهد فتنة بين أهلها والمعتصمين. لو حدثت الفتنة لوقعت دماء جديدة إضافة لدماء قتيل وجرحى. من أدار الأزمة؟ ومن يتحمل المسؤولية؟

هناك تعليقان (2):

  1. عزيزي حمد

    هناك أكثر من لاعب يتحملون المسؤلية فيما حصل، فرجل الأمن كان يتوقع أن يحصد المعركة من أول جولة ولم يكن يضع في حسبانه جولات أخرى، والنتيجة سقوط هيبة رجال الشرطة بشكل كبير. وكذلك بعض المعتصمين الذين كانوا يطالبون بما هو أكثر من المعقول، والحلول العلاجية كانت في كثير من الأحيان مسكن وقتي للألم، فالاتيان بوزير لا يحمل كفاءة ووضعه على رأس وزارة هو أشبه بالمثل العربي (كالمستجير من الرمضاء بالنار)!

    أما الاعلام العاني فأتفق معك يا حمد في أنه كان نائماً ولكنه لم يؤلب الجماهير ضد المعتصمين كما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين. لا أتفق مع ادخال مقص الرقيب على حوار الدكتور العبري، وأتمنى أن أجد الاعلام العماني أكثر مهنيه.

    ونحن كمجتمع كنا في كثير من الأحيان أشبه بالريشة تحركنا الرياح شمالاً ويمينا، وعندما جاء دور المثقفين فقد جاء بعضهم ليكحلها فعماها.

    أشعر باضطراب وتشنج مما حصل، وأتمنى أن لا أرى المزيد من عمليات استعراض القوى والتعنت لا من قبل الشرطة ولا من المعتصمين، فقد تقيأت الأحداث الأخيرة مراراً.

    دمت بود،،،

    ردحذف
  2. علي..
    ما حصل كان حدثاً فارقاً في الحياة الاجتماعية والسياسية (أشكك بوجودها سابقأ) بعمان. كنت شاهد عيان لأول ١٠ أيام من الاعتصامات بصحار. أقول معك إنني تقيأت في نهاية الأمر من طول الأمر. إغلاق الدوار خلق صعوبات كبيرة. وتعطيل المدارس إلخ. لكنني أظن أن نتائج الأحداث ستجب الخسائر الآنية. لربما تكون عمان أفضل عما كانت عليه.
    تحيتي الحارة

    ردحذف