الثلاثاء، 19 مايو 2009

أيام عمانية في كوينزلاند

أيام عمانية في كوينزلاند
























أستحضر مقولة محمود درويش: "احمل بلادك أنى ذهبت، وكن نرجسياً إذا لزم الأمر". لقد حملنا عمان في كوينزلاند لأهل كوينزلاند. كنا -ولازلنا معتزين- بعمانيتنا، وثقافتنا العربية. لم يدفع لنا أحد لنفعل ذلك، بل كان عملاً تطوعياً محضاً -رغم مشاقه-. مئات من الناس عرفوا عن عمان تلك الدولة التي تجيد الاختفاء على ورق الخريطة. نقول لعمان: ربما استطعنا رد جزءً بسيطاً من الفضل الكبير علينا.


أيام عمانية في كوينزلاند
خريجون بكوينزلاند، ومعرض عماني في قلب برزبن التجاري

كتب: حمد سنان الغيثي
تصوير: مفيد الكلباني


نظمت الجمعية العمانية بكوينزلاند أياماً عمانية في مقاطعة كوينزلاند الأسترالية، رعى خلالها القنصل العام لسلطنة عمان في أستراليا سعادة حمد بن حمود الحجري حفل الخريجين الذي نظمته الجمعية مساء السبت في جامعة جريفيث، وقام أيضًا بافتتاح معرض "اكتشف عُمان" الذي أقامته الجمعية في شارع كوينز التجاري بمدينة برزبن صباح الأحد.


حفل الخريجين:

أقيم حفل الخريجين في جامعة جريفيث بفرعها في منطقة الساوث بانك القريبة من الحي التجاري لمدينة برزبن مساء يوم السبت بتاريخ 16 مايو. هدفت الجمعية من خلال الحفل تكريم أعضائها في مناسبة تخرجهم، جامعة إياهم تحت سقف واحد عماني الملامح. وقد تعددت فقرات حفل الخريجين لتكون البداية مع قراءة القرآن الكريم الذي قام بتلاوته الطفل الأزهر بن زاهر الزكواني الذي تلا الآيات السبع الأولى من سورة العلق التي تحض على القراءة والتعلم. ثم توالت الفقرات تباعاً، ليلقي سعادة حمد الحجري كلمة شكر فيها الجمعية على دعوته لحضور الحفل، وهنَّـأ الطلاب على التخرج، مذكراً إياهم بالهدف الأسمى من تحصليهم الدراسي بعيداً عن عُمان، وهو خدمة عمان. وكانت هُناك كلمة من إدارة الجمعية ألقاها رئيس الجمعية زاهر بن سليمان الزكواني عدّد فيها بعض المحطات المهمة للجمعية وطلابها، وهنّأ الخريجين كذلك.

في الفقرات التي تلت، أدّى شباب الجمعية رقصات من التراث العماني مع الموسيقى الشعبية، ليصقف الحضور طويلاً لهم. عُرض أيضًا تسجيل بصري لفعاليات الجمعية خلال الشهور العشرة الماضية التي شملت فعاليات الأعياد الماضية، العيد الوطني الثامن والثلاثين، الاحتفاء بالأعضاء الجدد، والفعاليات الرياضية والترفيهية التي أقامتها الجمعية. كانت هناك أيضًا وقفة جميلة مع الشعر الشعبي التي جاءت من خلال الشاعر داؤد بن حمود الجلنداني، وقد تفاعل الحضور مع القصائد الملقاة. ألقت الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائيه كلمة الخريجين، سردت فيها مصاعب البداية، وحلاوة النهاية، والتطلع للوطن العماني. في نهاية الحفل وزّع سعادة حمد الحجري الجوائز وشهادات التقدير على الخريجين، ومتميزي الأنشطة من أعضاء الجمعية، كذلك قُدِّمت شهادات تقديرية لوزارة السياحة العمانية، ووزارة الإعلام، والهيئة العامة للصناعات الحرفية، وجامعة السلطان قابوس، وهيئة برزبن للتسويق، وبعض الجامعات الأسترالية لدعمها المستمر للجمعية في فعالياتها.


معرض عماني في قلب برزبن التجاري

ومنذ صبيحة الأحد بتاريخ 17 مايو زيّنت الأعلام العُمانية المنطقة المركزية في شارع كوينز التجاري الكائن بقلب مدينة برزبن. وقد افتتح القنصل العام للسلطنة بأستراليا سعادة حمد الحجري المعرض العماني الذي عُنون ب "اكتشف عُمان". وقد تواجد الشباب العماني منذ الصباح الباكر في ذلك الشارع لترتيب وتنظيم المعروضات، وتركيب الأجهزة المختلفة.

الحضور كان كثيفاً عاكساً موقع المعرض في قلب الحي التجاري، وكون الأحد يوم عطلة رسمية بأستراليا. اشتمل المعرض على بانرات علقت عليها صوراً مميزة من سلطنة عمان، ومنحوتات ومشغولات فضية وتراثية حرفية عمانية شملت الأدوات التي استخدمها العماني قديماً مثل: أدوات الطعام وحفظه، والمناديس وملابس المرأة العمانية المزركشة. إضافة ضم المعرض ركناً هاماً للكتب التعريفية للسلطنة بمناطقها ومحافظاتها المختلفة، وكتباً تسويقية بها لمحات أخّاذة من البيئة الطبيعية والمجتمع العماني. قامت كذلك عضوات الجمعية بإنشاء ركن خاص للحناء العماني. وشهد هذا الركن ازدحاماً كبيراً بالفتيات الأستراليات اللاتي بهرن بالحناء العماني، وليطلبن رسم بعض النقوش على أيديهن. استخدم العارضون شاشات بلازمية لعرض مقاطع فيديو تعطي لمحات للحياة والثقافة في سلطنة عمان. زيّن الحفل كذلك الفنان العماني زياد الحربي الذي أقام ركناً آخر للطرب العربي، مستخدماً آلة العود في عزف مقطوعات رائعة من الموسيقى العربية. كذلك لم يبخل الفنان زياد بعزف وغناء أغانٍ من التراث العماني مثل موسيقى فن البرعة. وقد وصِّلت آلة العود التي استخدمها زياد الحربي بمكبرات صوت غطّت شارع كوينز بأكمله ليفاجأ منظمو المعرض بالأعداد الكبيرة التي وقفت لتسمع هذه الموسيقى العربية في شارع تجاري بأستراليا. ومع توالي ألحان وغناء العازف شارك الشباب العماني بأداء الرقصات الشعبية بالزي العُماني، ولم تنقصهم العِصِيّ العمانية التي قبضوا عليها بأيمانهم. وقد استمرت هذه الرقصات والمعزوفات حتى الرابعة مساءً وقت انتهاء المعرض.

تميز المعرض بكثافة الزوار الذين وجدوا أكثر من خمسين شاباً وشابة عمانية باستقبالهم هناك. زار المعرض كذلك عدد مهم من مسؤولي أندية الطلبة الخليجية بكوينزلاند، وتواجد الشباب الخليجي بكثافة هناك، وقد أعربوا عن تقديرهم للدور التي تلعبه الجمعية العمانية في التعريف بالثقافة العربية في دولة مثل استراليا.

على هامش المعرض التقينا رئيس الجمعية العمانية بكوينزلاند زاهر الزكواني متسائلين عن التحديات التي تواجه الجمعية والإنجازات التي حققتها، فقال الزكواني: الحمد والمنة لله، فإقامة حدثين كبيرين في أقل من أربع وعشرين ساعة إنجاز مهم بحد ذاته. الشباب العماني في كوينزلاند عمل كعائلة متناغمة والنتائج مبشرة وتبعث على الارتياح. لا ننسى شُكر الجهات الداعمة في السلطنة للجمعية، ونخص بذلك وزارة السياحة التي قدمت الكثير من الدعم للجمعية لتخرج معرض "اكتشف عُمان" بهذه الصورة المشرقة. التحديات قائمة دائماً، ورغم أن عمل الجمعية هو تطوعي محض إلاّ أن الصعوبات المادية تظل العائق الأكبر أمام تقديم عمان للجمهور الأسترالي. لكننا استطعنا اليوم التغلب على ذلك، وفعاليات الجمعية أخذت موقعها في الإعلام الأسترالي.

جدير بالذكر أن المزيد من التفاصيل موجودة في موقع الجمعية، وهناك مقاطع فيديو في موقع يوتيوب، ويستطيع الراغب إيجادها من خلال الكلمة المفتاحية "جمعية كوينزلاند".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق