قلتُ: يا صاحبي الصاحي إن المشكلة وصلت بعداً مثيراً للقلق!
قال: آه، حقاً.. هناك مشكلة ستطيح بك.
قلتُ : هي لن تطيح بي، لكنها ستجعل العُتمة واضحة جدًا!
قال: نصحتك سابقاً بأن تقرأ "قصة الإيمان" لنديم الجسر.
قلتُ: حتى قصة نديم الجسر لم يؤلفها هو، بل أُلقيتْ إليه من طرفٍ خفيٍّ كما قال الجسر.أنت تذكر أنّ صديقنا البائد ابن رشد ذكر أن الفلسفة هي خادمة العقيدة،وهي طريق الإيمان الآخر.
قال: نعم، قال ذلك ابن رشد باعتبارِ أنّ الفلسفة هي أم العلوم! لكن يا صديقي الأمور تغيرت كثيراً منذ ذلك اليوم. أليس كذلك؟
قلتُ: لهذا أنا مشوشٌ جداً، وأرى الضبابية في كل مكان. انظر الفلسفة كأنني لا أراها هي الفلسفة، والعلم كذلك. لقد بات العلم ينفصل عن الإيمان، ولقد صار قادراً على تقديم التفسير المُبرهن!
قال: المُشكلة الأخرى يا صاح.. أنّ الدين بدأ ينزلق نحو قضية خطيرةٍ جداً:
إنَّ الدين بدأ يعتمدُ على التفسيرات العلمية لإثبات كينونته وقُدسيته!
قلتُُ: وهُنا رمى الدين نفسه من اليقينيات إلى العقليات، بل كأنهُ نزعَ المُقدس إلى المُقاس والمنظور!
قال: وما موقفكَ أنت الآن؟!
قلتُ: كما أخبرتكَ سابقاً، مذبذب، بين وهم الحقيقة، وحقيقة الحقيقة! لقد اختلطت الدروب عليّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق