الخميس، 14 أغسطس 2008

بكائية ليلية



"البكائية" هي إحدى قصائد الشاعر أمل دنقل التي أفلتت من زحف الزمن عليها لتبقى راسخة في الذاكرة الجمعية، حتى وإن بدا أن الغبار يتجمع فوقها. هل الرصاصة الأولى هناك أم هُنا؟ سؤال محير جداً في ظل تجاذب متعدد الأقطاب، هناك من تعنيه عزة الوطن، وهناك المعنيُ باستمرارية الوضع القائم مهما كان بسبب مصلحته الخاصة، وهناك أيضًا من رأى تكالب الأعداء حول هذا الوطن فأراد أن يدافع عنه ولو برصاصة يائسة أو كلمة عارية، لهذا "فالبكائية الليلية" لمازن جودت أبي غزالة الذي فضل الرحيل إلى صحراء النقب شهيداً، ليدافع عن وطنه الفسيح، عن مقدسه، وليدافع عن الحرية المسلوبة:

بكائية ليلية
للوهلة الأولى
قرأتُ في عينيه يومَه الذي يموتُ فيه.
رأيتُه في صحراء (النقب) مقتولاً...
منكفئاً.. يغرز فيها شفتيه
وهي لا تردُ قبلةً لفيه!
نتوه في القاهرة العجوز, ننسى الزمنا
نفلت من ضجيج سياراتها, وأغنيات المتسولين
تُظلُّنا محطةُ المترو مع المساء... متعبين.
وكان يبكي وطناً...
وكنت أبكي وطنا نبكي إلى أن تنضب الأشعار
نسألها: أين خطوط النار؟
وهل ترى الرصاصة الأولى هناك... أم هنا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق