الجمعة، 24 أبريل 2009

زواج سعيد ومبارك يا صديق

زواج سعيد ومبارك يا صديق


قولي يا ماريّا

أوما كنت زمانا طفلة

يلقي الشعرُ على جبهتها ظلّه

من أوّل رجل دخل الجنّة واستلقى فوق الشطآن

علقت في جبهته من ليلك خصله

فضّ الثغر بأوّل قبله

أو ما غنّيت لأوّل حبّ

غنّينا يا ماريّا

أغنية من سنوات الحبّ العذب



وصديقي هذا هو إنسان وأخ عزيز قرر أن يلحق القطار، ويدخل القفص الملون بماء الذهب. لقد عقد صاحبي قرانه أمس. فلنبارك له، وليبارك له الله، وليكن أسرة سعيدة في مجتمع صحيح وقوي.

التاريخُ يعيد الذكريات. كان يسكن توومبا في 2006، وتوومبا مدينة صغيرة تتوسط السهل الكوينزلاندي، وتشتهرُ كونها عاصمة لمراعي الأبقار، وبها الشتاءُ قارس في برودته، لكن إنسانها ليس كذلك. أتى برزبن فاتصل بي. قلتُ له أنني لن أكون وحدي، فالعصابة معي، أو أنني مع العصابة. أتى الرجلُ وصار جزءً من العصابة.

وأمس تزوج، وتلاشت العصابة. وقد زرته مراراً في توومبا، وفي جاتون. وجاتون تشبه أدم، ولا تشبه آدم. انتقل إلى جاتون، كي يرى الدنيا، وقد كانت جاتون منطفئة الأنوار حينما زارها، وما زالت كذلك. لكن جاتون كانت مدينة ريفية جميلة، ففيها دجاج كنتاكي، وفيها السوق يشبه سوق أدم. وقلتُ له ذات يوم: هل ترى تلك السيدة المّارة على الرصيف؟ قد كانت صديقتي يوماً، فاختلفنا قبل الزواج، وليس بعده. وكان لله في خلقه شؤون.

وصديقي هذا أنهى درسته الجامعية في توومبا، وغادر أستراليا هكذا، كما تغادر الطيور شوقاً لأوطانها. واستقر في عُمان. سألته: لم عُمان؟ قال: "بلادي يا أحلى بلاد". وماذا تعمل؟ قال: "أخلق المساحات للشباب". ثم فتحتُ له جهازي فأريته صوراً جمعتنا في حديقة يابانية في "توومبا" يوم أن كان الربيع يعبرُ توومبا، فقد كان الجو جميلاً حقاً.

أنا آسف. نسيتُ أن أخبركم باسم صاحبي. كنتُ أعرف اسمه قبل أن يخبرني. فقد كان مشهوراً، ولايزال حتى الساعة. استمد شهرته من الموقع الذي أسسه، ومازال يديره. اسمه محمد الحوسني، ومازال هذا الشاب يطوِّر من موقع "عاشق عُمان" الذي أظن أنه أكبر موقع عماني من حيث عدد الأعضاء.

وحينما رأيتُ الحوسني في صحار في نوفمبر الماضي، سألني أمام أبي "ليش شكلك كذا؟". قلتُ له: "وشو صاير في الدنيا؟". الحوسني يحب صحار كما أحبها، لكنه لم يعرف حينها، ولم أعرف أنا أيضًا، أن قرانه سيُعقد في صحار. وهذه صُحار، المدينة المسالمة الرائعة تحتفل بالشباب، وبالزواج. وها هو الصيفُ يقترب فتكثرُ الأعراس، وتفوح روائح الولائم على كل شارع في صُحار.

إيهٍ يا صُحار.. كانت الدنيا مكفهرة، وكنتِ أنتِ موادعة. والدنيا موادعة، وأنتِ مبتسمة، فكوني كذلك دوماً..

محمد الحوسني، شكراً لك. شكراً لدعوتك. عذراً لبُعدي.
مبارك لك. بالرفاه، والبنين يا عاشقُ عمان.


.
.

هناك تعليقان (2):