السبت، 4 أبريل 2009

The Brave One

The Brave One




who are you-
am no body. am a stranger-

ربما كانت مصادفة أن أفتح التلفزيون على العشاء، فأنا عادة لا أتابعه. كان هناك فيلماً غريباً، لم يكن من تلك الأفلام التي تبهر المشاهد بالتكنولوجيا أو الحب. كان جريمة بشعة شاهدتُها على العشاء، ولا أدري كيف أكملتُ عشائي مع إكمالي للفيلم.

الفيلم كان جريمة تبعتها جرائم. الضحية صار مجرماً. اثنان من متسكعي شوارع نيويورك يضربون صديقاً وصديقته في أحد أنفاق المنتزهات في ساعة متأخرة من الليل. مات الصديق بسبب الضرب الشرس، أما الصديقة فقد ظلت في المستشفى مدة حتى خرجت. لم تكن منه لتعود كما كانت، لقد خرجتْ منه غريبة أو "لا أحد".

جودي فوستر لعبت دور البطلة باسم إيريك باين. وكان الفيلم من نوع الدراما التي أعشقها لأنها تضرب الإنسان في قلبه، أو لنقل في صميمه، أو في نفسه إن شئتم. خرجت إيريك من المشفى ونظرتها للمجتمع مختلفة. كانت حاقدة. لقد خُطف حبيبها منها دون سبب. صارت ترى في كل حركة حولها شبحاً مُطارداً ولهذا اتخذت سلاحاً بحقيبتها طيلة الوقت. قررت أن تنتقم من كل أحد (كما أخمن). لقد قتلتْ إيريك بضع أشخاص لأنهم كانوا سيئين. قتلت لصين حاولا سرقتها، وقواداً حاول أن يبتزها، وسياسياً فاسداً بسبب فساده، و..إلخ.

الطريفُ في الأمر أن المحقق الذي تولى متابعة هذه الجرائم كان ذات المحقق الذي حقق في قضيتها حين اعتديَ عليها. وقد وعدها المحقق -الذي سيصبح صديقها فيما بعد- أنه سيجد قتلة صديقها. كانت إيريك مذيعة بإذاعة محلية، وقد كانت تتابع تحقيقات الشرطة في الجرائم المتلاحقة، ولذا توطدت علاقتها بالمحقق الذي رأى في عينيها شيئاً غريباً. وحاول المحققُ الاستكشاف.

المحققُ يجمع الخيوط -خيوط الجرائم- وإيريك على عدم استقرارها النفسي وتواصل حصد المزيد من الضحايا المجرمين. كانت تبحثُ عن قتلة صديقها وسط الزحام، وعثرتْ على خيط أخيراً. الخيطُ سقط بيد المحقق الذي لحق بإيريك. والمحقق أدرك قبل أن يرى هذا الخيط أن إيريك هي غريمته. هي المُجرمة الوديعة واللطيفة التي بات يعرفها جيداً كصديقة.

والمحقق ميرسر يلحقُ بإيريك في نهاية المشهد حينما اهتدت إلى طريدتها. وقد منحها مسدسه كي تجهز على طريدتها. والطريدةُ ماتت، وانتشت إيريك، لكنها -كما بدا لي- لم ترجع إلى طبيعتها الأولى، بل ظلت كما هي: شخص غريب، أو لا أحد. لقد ظلت لا أحد.
.

الفيلم ممتاز. إنه ليس متأجج العواطف، بل بارد. يدفعك للتساؤل عن مسؤولية الفرد عن جرائمه، ومدى مساهمة المجتمع بها بشكل أو بآخر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق