الاثنين، 17 أغسطس 2009

جلسة ثقافية ببرزبن

جلسة ثقافية ببرزبن

تحية عظيمة لذكرى حشر المنذري،

"ملك أم كتابة؟"
صاح بي، فانتبهتُ، ورفَّت ذبابة
حول عينينِ لامعتينِ
فقلتُ: "الكتابة"
أمل دنقل

ظهرَ السبتِ الماضي كنا إحدى عشر تقريباً. حضرنا كي نقعدَ على طاولة وكراسي متقاربة كي نتحدث. ليس حديثاً عابراً بل كان أكثر تحديداً، وتنظيماً. كان لقاء ثقافي كما أردنا أن نسميه قليلاً كي نعطي الأشياء أسمائها. قلنا سنجربُ إحياءَ فعالية قديمة داومنا عليها، وهجرناها مع الزمن. وكانت البداية جميلة كما أراها اليوم.

في إحدى قاعات جامعة كوينزلاند اجتمعنا، وكنا إحدى عشر كما أسلفنا سابقاً. طرحَ بعضُ الشباب مواضيعاً معدة سلفاً، ثم دارَ حولها نقاش متشعب كالتشعب المحتمل للفكرة. كان هناك: شهد "قصة" لعبدالله المعمري، اللحوم المسمومة والإنغلاق الثقافي "استعراض لأشكال المحافظة بعمان" عامر الشعيلي، أدلجة التعليم "مقال" وقراءة في "سفر المنظومات" حمد الغيثي.

أظنُ أن حيزاً كبيراً من وقت الجلسة الثقافية نوقشت فيه بعض الأفكار التي وردت في مقال أدلجة التعليم. تعددت الآراء بتعدد الأشخاص، "الإنسان ابن بيئته"، "كل مولود يولد على الفطرة"، "لابد من مرشد وموجه في التعليم والقراءة"، "كل المجتمعات تنشأ أبنائها على التمسك بأسلافها"، الكره في الله، "العقيدة ليست فكرة"، و"الانتحاريين المسلمين".

عبدالله المعمري كاتب قصة من سلطنة عمان قرر فيما سبق أن يهجر كتابة القصة، لكن غواية اللقاء كما أرجِّح حضته على الحضور، والمشاركة بقصة من إرشيفه. وعد المعمري أنه سيستأنف الحب القديم، ونحنُ على موعد غرامي كما يبدو. قصة "شهد" كانت فرصة جميلة بالنسبة لي كي أقرأ للمعمري، وكانت القصة جميلة بدورها، وكان إلقاء المعمري هادئاً جميلاً.

"لمَ دماء العلماء مسمومة؟"، وما الفاصل بين العملي، والإلهي فيما يقوم به شيخُ الدين؟ حاول عامر الشعيلي تسليط الضوء على هذه الأسئلة ضمن استعراض الانغلاق الثقافي في مجتمع مثالي لتلك الأطروحات الدينية. هل نسيتُ سؤالاً للشعيلي، "من المستفيدُ من لحم مسموم لعالم؟". بدأ الشعيلي حديثه بأبيات لنزار قباني: "يا أصدقائي، جربوا أن تقرؤا كتاب، أن تكتبوا كتاب، أن تزرعوا الحروف والرمان والأعناب، أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب، فالناس يجهلونكم في خارج السرداب .. الناس يحسبونكم نوعاً من الذئاب".

هناك تعليقان (2):

  1. من يملكُ العملةَ

    يُمسكُ بالوجهيْن!

    والفقراءُ: بَيْنَ.. بيْنْ!


    أهلا وسهلا بكم أيها الأصدقاء
    جميلة جدا تلك الجلسات.. هي عصف ذهني من الطراز الأول.. كم نفتقدها..
    يا ليتني كنت معكم يا حمد..
    أنا متأكد أن الشعيلي يجاحد ...خخخخخ
    خالص الود

    ردحذف
  2. أهلاً أهلاً يا عزيزي حشر،

    كانت الجلسة رائعة. تخيل حضر الجلسة الأولى ١١ شخص دون إعلان لها، فقط دعوات بالهاتف.

    كانت الجلسة أيضًا ساخنة. كان هناك من يلقي حجراً في ماء، ثم يتجادلُ الشباب مستعرضين نظراتهم للأمور بشكل مختلف.
    تمنيتُكَ معنا، ..
    والشعيلي مازالَ يؤمن بمؤامرة السياسة كما كان،
    ونحنُ كما كنا نفكرُ بأشياءٍ كثيرة، ونعيشُ أيامنا..
    لكَ أسمى تحية يا عزيزي..

    ردحذف