الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

ما هو شعورك؟

ما هو شعورك؟


"ما هو شعوركَ وأنتَ تصنعُ مخلوقاً لا نظيرَ له في العالم؟"

كان لا بُد أن أقفَ لحظات دون جواب، لأنني لم أتوقع سؤالاً مباغِتاً، ولأنني أيضًا أؤمن أن إجابة الأسئلة ينبغي أن تكون متروية جداً، ولا تكون سريعة كما هو مرور راكب ناقة في طريق.

في المُختبر نُحضر لاستنساخ، وتحويل إحدى سلالات البكتيريا حينما باغتني المشرفُ بذلك السؤال الدعابة. والإجابة ليست سهلة جداً. أفكرُ الآن بنوع من العلاقات الأبوية التي تنشَـأُ بين المُنشيء وصنعته، أو أبناؤه. والأبوة لغة ليست نتاجاً بيولوجياً، بل هي علاقة شعورية وتربوية إن صح القول. إنها علاقة مثيرة، وتحفزُ لخيال قد يكون جامحاً.

ذلك الشعور ليس أبوياً صرفاً، بل ربما يكون استغلالياً. فلمَ قمنا بتحويل تلك السلالة؟ هل لأسباب أبوية؟ أقولُ الآن أن ذلك لم يكن السبب، بل ربما كان نتيجة، أو إحدى النتائج. أردنا فقط استخدام تلك البكتيريا لمنفعة. منفعة الإنسان، وليس البكتيريا.

البكتيريا لا تحتاجُ -عادة- أن تعيش أكثر من ٢٠ دقيقة كي تنقسم. أي يختفي الجيلُ الأول تماماً لينتج جيل جديد بعدد مضاعف من الخلايا. البكتيريا لا تألفُ صحابها، أو الذي يعتني أو يلعبُ بها. إنها تريدُ أن تعيش كي تتكاثر وتختفي. يأتي الجيلُ الجديد معتمداً على المادة الوراثية لسابقه تماماً، حتى وإن شهد بعض الطفرات الوراثية التي قد تودي به، أو تطور "تآلفه" مع البيئة.

ولهذا إن فكرتُ بعلاقة حب، أو علاقة أبوية مع سلالات البكتيريا فإنني أجزمُ الآن أنني كنتُ مخطئاً بعد تفكيري السابق. كان نزوة من الخيال أثارها سؤال مباغت. فكي تكون أباً، لابد أن يكون هناك شريك آخر. هذا هو العُرف، لكنه أيضًا قد لا يكون صحيحاً إن استطاع الإنسان استنساخ نفسه مستقبلاً.

كيفَ يكون الإنسانُ أُمَ نفسِه؟ هل يُعيدُ إنتاج تاريخه الشخصي؟ أم يُصدر كما يصدرُ النورُ من الشمس؟

هناك 4 تعليقات:

  1. شوف عاد..

    ماذا تقصد بالجملة التالية: "كما هو مرور راكب ناقة في طريق"..

    أنا ما أسمح لك .. وأرجوك، لا تجيب طاري اسلالة البعران إلا بالخير..

    فإن الشعور بيني وبينها تماما كما ذكرت وبدون أي سؤال من أي أحد..

    حتى لو كان مشرف العزبة شخصيا !!

    تحياتي

    ردحذف
  2. الشعور يكون بشكل متواصل بين جين وجين وحتى وان كان بدون شكل مباشر ، اما التخليق المخبري فبرغم ليس لي دراية بالعلوم فانها وحدة الخليه تنقسم على ما اعتقد ثم تتكاثر بالانقسام
    وهذه اصلا اجزاء اجزاء من المليون في الكائنات العليا امثال الانسان والحيوان والنبات ، وطبعا الاعلى قمة هو الانسان
    الجد
    الابن
    الحفيد
    هنا يتم الشعور يتم بين هذه الاجيال

    ردحذف
  3. مسرح الحياة..
    لك التحية.

    ردحذف
  4. صُعلوك،
    لا بأس. أتأسفُ لجرح مشاعرك.
    لك التحية.

    ردحذف