السبت، 5 ديسمبر 2009

الحُب في هذا الزمان

الحُب في هذا الزمان


تسألني رفيقتي: ما آخر الطريقْ
وهل عرفتُ أوّلَهْ
الله وحدَهُ الذي يعلمُ ما غايةُ هذا الولهِ المؤرّقِ
يعلمُ هل تُدركُنا السعادهْ
أم الشقاءُ والنَدَمْ؟
وكيف توضع النهايةُ المعادَهْ
الموتُ... أو نوازِعُ السأمْ؟

يعلمُ، حين نلتقي بعد سنين أو شهورْ
هل سيكون في العيون وَجْدُها
هل سيكون في العيون حقدُها
أم نلتقي كالأصدقاء القدماءْ
يسلِّمون في فتورْ...
يُودّعونَ في فتورْ...

الحبّ يا رفيقتي، قد كانْ
في أول الزمانْ
يخضع للترتيب والحُسبانْ
"نظرةٌ، فابتسامةٌ، فسلامٌ
فكلامٌ، فموعدٌ، فلقاءُ"
اليومَ... يا عجائب الزمان!
قد يلتقي في الحبّ عاشقانْ
من قبل أن يبتسما
ذكرت أننا كعاشقين عصريين، يا رفيقتي
ذقنا الذي ذقناهْ
من قبل أن نشتهيهْ
ورغم عِلمنا
بأن ما ننسجهُ مُلاءةً لفرْشِنا
تنقضُهُ أناملُ الصباحْ
وأن ما نهمِسُهُ، نُنعش أعصابَنا
يقتُلُه البُواحْ
فقد نسجناهُ
وقد همَسْنَاهُ

الحبّ في هذا الزمان يا رفيقتي...
كالحزن، لا يعيش إلاّ لحظةَ البكاءْ
أو لحظةَ الشَبقْ
الحب بالفطانةِ اختنقْ
إذا افترقنا، يا رفيقتي، فلنلقِ كلّ اللومْ
على زماننا
ولننفض الأيدي في التذكار والنَدَمْ
ولنَمْسَحِ الظلالَ عن عيوننا
ولنبتسمْ في ثقةٍ، بأنّ ما حَدثْ
كان إرادةَ القَدَرْ
وأن آمراً أمَرْ
وأننا قد استجبنا للذي نُحسُّهُ
حين قتلْنا حِسّنا
وأن ما مضى
أهونُ من أن نحمله كأمسِنا
من أن يمدّ ظِلّهُ البغيضْ
على شبابنا
ولننطلقْ مغامرين ضائعَينِ في البحار العَكِرَه
نمدّ جسْمَنا الجديبَ، والضلوع المقفرهْ
في الغرفِ الجديدة المؤجّرَهْ
بين صدورٍ أُخَرٍ مُعْتصِرَهْ

صلاحُ عبدُ الصبورِ

هناك 4 تعليقات: