الأحد، 7 يونيو 2009

لص الدجاج- قصة قصيرة

لص الدجاج- قصة قصيرة
أخشى أن تتحول مدونتي بمرور الوقت لمدونة أدبية. فالأدبُ ليس حياة، وإن يصعب تخيل حياة دون الأدب. هذه قصة قصيرة أخرى أنبشها من الإرشيف، وسوف تكون الأخيرة.

في زمن فقير جدًا نسيَ المؤرخون تسجيله، كان سعر الدجاجة ككيلو الذهب! في هذا الزمان عاش رجل فقير مع زوجته ودجاجته الفقيرة. ورث الرجل الدجاجة من أبيه عن جدِّه كابراً عن كابر.

كان الرجل الفقير يأخذ كل يوم بيضة من الدجاجة إلى السوق ليشتري بها ما يحتاجه منزله وعلفاً للدجاجة.. مضت الأيام هكذا.. الناس في جوع شديد.. بعض الناس تموت وقليل يولد.. الكثير من الناس الأحياء حسدوا الفقير على دجاجته، ولهذا كان الفقير يضعُ دجاجته بينه وبين امرأته عند النوم!

في ذلك الزمن الفقير جدًا سطا لصٌ فقير جداًعلى منزل صاحبنا "صاحب الدجاجة". لم يجد إلاّ الدجاجة فأخذها معه إلى كوخه. انتظر اللص البيض .. لم تبض الدجاجة!.. انتظر أيامًا، أسابيعاً وعندما سألها "لماذا لاتبيضين؟"، قالت إنها "تحتاج إلى ديك".

سرق اللص الفقير جداً ديكاً من مدينة أخرى، لكنه كان ديكاً منتوف الريش -بسبب جوعه- فلم يستطع تأدية خدماته الزوجية. اضطر اللص لبيع كوخه حتى يُطعم الديك. يوماً فيوماً كبر الديك، نبت الريش، انتفخ الديك مؤذناً بتأدية الخدمات الزوجية.

حان موعد بيض الدجاجة، ولكن الشرطة أتت مع الرجل الفقير صاحب الدجاجة، فأخذت الدجاجة واللص إلى المخفر. اعترف اللص بسرقته.. أخذت الشرطة البيض وأخذ الفقير الدجاجة.. وحينها صاح اللص والدموع في عينيه:

"لقد أطعمتُ الدجاجة من عرق جبيني حتى باضت؟!"

ردّ الشرطي:

"إنه زمن فقير جداً نسيَ المؤرخون تسجيله"!


هناك 8 تعليقات:

  1. لماذا الأخيرة ياصديق؟ هيا هات ما عندك فضلاً ..

    ردحذف
  2. عبدالمتبصر واجد واجد..

    شكراً لوجودك هنا أيها الزميل.
    أهديك تحيتي وسلامي.

    ردحذف
  3. فشكول،
    فقط لا أود إضجار القراء بالقصص الغير مفيدة بأغلب الأوقات..
    لك أسمى تحية..

    ردحذف
  4. أشبههُ بقصص كان يا مكان P:
    لم أقتنع كثيرا بالعلاقة بين ( "إنه زمن فقير جداً نسيَ المؤرخون تسجيله"! ) وخلاصة القصة.. ولكن احببت اسلوبها الصريح المباشر :)

    ردحذف
  5. أهلاً يا فريال،
    هذه القصة كان بها اختزال كبير للمعنى في اللفط. فلا لفظ هناك لا يحتمل معنى. واللفظ في العربية يحتوي أكثر من معنى.

    الزمنُ الفقيرُ جداً، والرجلُ الفقير، واللصُ الفقير جداً. هناك لعبة في اللفظ واللفظ يتحمل أكثر من معنى.

    لكِ أسمى تحية.

    ردحذف
  6. عزيزي حمد..

    قرأت قصتك من قبل، وأخبرتك أن لها إيحاءات كثيرة!


    جميلة بحق..وما يحدث هو مجرد حركة حياة ستغضب البعض أو ترسم الرضى عند الآخرين، بينما ستبقى المهمة الإعلامية مستمرة، وعجلة الحدث ستسحب معها الكتاب والمحررين دون ان ينتبهوا لأي من التفاصيل السابقة أو اللاحقة.. أو تلك التي تبدأ بمصادر وتنتهي بشاهد عيان.... ملاحقة دائمة.. أو تراص إعلامي سيبقى يبحث عن "الرشاقة".


    لك التحية :)

    ردحذف
  7. عزيزتي ..
    آه.. نعم. أتفق معكِ كثيراً.
    لكِ كل الشكر..

    ردحذف