الثلاثاء، 23 يونيو 2009

عشقاً أو حبـاً أو شهادةً

عشقاً أو حبـاً أو شهادةً


قال نزارُ قباني يوماً:
الحبُ ليسَ روايةً شرقيةً ... بختامها يتزوجُ الأبطالُ
وقالَ أيضًا: "اللهُ مات.. وعادتِ الأنصابُ"

قصيدة لنزار يغنيها الساهر قد تذكرُ الإنسان بأشياء كثيرة منها نزار قباني نفسه، والجدل حوله، والتعصب لهُ. مات قباني في 30\04\1998، وبموتهِ "انتحرتْ شهرزاد". أتذكرُ الكثير عن نزار قباني من شعره، إلى منتقديه، إلى حياته. مما وُصم نزار به أن لغته الشعرية السهلة أفقدت الشعر العربي طعمه، و"عمقه"، وجعلته شعراً غوغائياً "أي مستهلكاً من قبل العامة". وقد كان نزار ذلك حقاً.. أخذَ نزار الشعر العربي من غبار الماضي، وأوزانه الغليظة لينزله للجماهير شعراً ليناً، سهلاً، وممتعاً، وعبقرياً.

كتب نزار للعشق كثيراً، ولربما أقول أن العديد من العشاق اعتنوا بشعر نزار كي يستخدموه في الحياة اليومية، الحياة العشقية. وضمن عملية العشق ينزلقُ الإنسان نحو أشياء كثيرة -ربما لم يدركها مسبقاً- ليفقد توازنه، وطريقة تفكيره. الإنسانُ لا يفكرُ في العشق، فالعشق يمنح صاحبه روحاً شفافة وطاقة غريبة لصنع الغرائب.

زيديني عشقاً زيديني
يا أحلى نوباتِ جنوني

في هذه الأيام التي يُقبلُ فيها الشباب على نزار أو أغانيه، يتغيرُ مفهوم الحب والعشق إلى أشياء أخرى. يستخدمُ الإنسان هذه الكلمات في خارج سياقها للتبرير، لترسيخ ثقافة الاختباء خلف حواجز عديدة بكلمات إنسانية. لو صدق الإنسان نفسه -قبل الآخر- بطبيعة مشاعره لحافظ الإنسانُ على ضميرهِ، وربما على بعضِ القيم...

أودُ قول الكثير هُنا، لكن وكما يقولونَ: "عندما تتسعُ الرؤيةُ، تضيقُ العبارة"!.


هناك 6 تعليقات:

  1. استعارة لغة الآخرين قد لا يعد اختبائا، بقدر ما هو محاولة للظهور..
    الانفتاح غير المدروس متعب أحيانا، ثم أن بعض الطرق يسهل المرور خلالها بوجود الأثر..

    المهم أن نزار رائع، وبالمناسبة فإن الله يموت أحيانا. وأكاد ارى جنازته.

    ردحذف
  2. أهلاً يا نوف، مرحباً..

    استعارة اللغة والمفاهيم في سياق الحب قد تكون محاولة للاستغلال وليس للظهور. الحب علاقة بين اثنين، ولا مجال للظهور فيها بين الناس، لكن المجال واسع جدا للاستغلال والتبرير لاحقاً..

    هل ماتَ اللهُ حقاً، وهل رأيتِ جنازته؟
    أعتقد أن الحديث عن موتِ الله ليس شيئاً دقيقاً. إما أن يُؤمنَ بالله وإلاّ ينكرُ وجوده. المؤمن بالله لن يؤمن بموته.. والملحدُ لا يؤمن به أصلاً كي يعتقد بموته!

    بيتُ نزار بليغ جداً، ولم يقصد بهِ موتَ الله حقاً.. بل موتُ ما حضَ عليه الله عبر شرائعه.. "وعادت الأنصابُ".. إنها طواغيتُ الحكم في بلاد العرب،، أو في الشقة المفروشة التي كتب عنها نزار قصيدة رائعة..!

    لكِ أسمى تحية..

    ردحذف
  3. أوافقك فيما تقول ، ولهذا تماما اقول أن الله قد مات!

    ردحذف
  4. سأخبرك بقصة يا حمد واحكم إن كان قد تم استغلال اللغة والمفاهيم في لغتها
    أحببت قبل مدة وكان نزار حلقة الوصل في رسائل متبادلة من كلماته والجميل أن جميعها كانت ككلمةٍ وجوابها و"طاح الحطب وحلوة الحياة"..
    فهل كان استغلالاً للغة؟؟؟؟؟

    ردحذف
  5. في الأمر نسبية وهوى النفس الحكم في نية الإستخدام..

    وأتفق مع غادة السمأن في أنه :

    "لا يمني ان تقول لي كلمات مكررة،
    لا جديد في اللغة،
    لكني استطيع ان اميز نبض الكلمة وشرارتها،"

    فايما كانت الكلمات، وحدها الأصلية تُشعر :) واني كفرد أستنكر الإستهانة بالعقل والقلب والتقليل من قيمتها بالإستعانة بما يقوله عقل وقلب أخر :S

    ردحذف
  6. الغير معرَّف، أهلاً بكَ هُنا..

    لا أستطيع الحكم عن حبك لسبب بسيط أنني لا أعلمُ شيئاً عنه.

    كانت هناك جملة بليغة أخرى قرأتها في مكان ما: "سنستأنفُ حبنا لاحقاً". وهذا بليغ أيضًا، ويضاهي فرادة الحب وتشابكه.. بل ربما توّصف هذه الجملة حب هذه الأيام.
    لك أسمى تحية.

    ردحذف