الجمعة، 12 يونيو 2009

الموت حيـَاة

الموتُ حيـَاة

قبلي لم يوجد زمان،
بعدي لن توجد كينونة،
هو يولد معي، وهي تموتُ معي أيضًا..
دانيال فون زيبكو

مثل كل الأيام كان الراديو يبث موجة إذاعة الموسيقى الكلاسيكية حينَ فاجأني زميلي بموسيقى أليسا الصاخبة. التقت الموسيقتان، وقد أحسستُ بشيء خاطيء في تلك اللحظات. ربما لا يجدرُ بالبائع خلط الماء باللبن، أو أليسا بالموسيقى الكلاسيكية. في تلك اللحظة الخاطئة وصلني هاتف ينبيءُ بوفاة أبِ صديقي. كل اللحظات الخاطئة قد تجتمع في وقت واحد كي تصير تلك اللحظة خاطئة جداً وبشكل غريب. والغريبُ في الأمرِ أنَّ هذا الصديق كان في عمان قبل أسابيع بسيطة، لكنه غادرها وكأن القدر يدفعه كي لا يشهدَ جنازة والده.

الموت؟ ومن قال أن الموت غير مخيف. ربما ما يثيرهُ تلك الأخبار التي طبع عقلنا بها حينما نسمعُ عن موت أو نراه. كان هذا الصديق صعب المراس، كأنهُ قُدَّ من صخر لكنه حينما ذهبتُ إليه للعزاء كان منكسراً مثل الصخرة التي تتحدرُ من قمة شاهقة. كان حدثاً مؤسفاً جداً.

وحينما كنتُ هناك -عنده- تذكرت بعض اللحظات التي مرّت بحياتي ورأيتُ فيها جنازة إلى القبر، أو شخصاً يموت، أو شخصاً مات، أو جثة قد تشوَّهت. وتذكرتُ أيضًا ضحك الصبية والحمقى من الناس حول الجنازة. وكأن عين الموت ترعاهم من بعيد وتقول لهم: سأضحكُ منكم غداً كما تضحكون. وراودني السؤال الأصعب: مالذي أتى بنا للحياةِ؟

رحمه اللهُ ورحمنا جميعًا..

هناك تعليقان (2):