الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

حمود الشكيلي في مشكلة

حمود الشكيلي في مشكلة


"ملك أم كتابة؟"
صاح بي صاحبي.. فانتبهتُ ورفت ذبابة
حول عينينِ لامعتين
فقلتُ: "الكتابة".

أمل دنقل

يتعرض الكاتب حمود الشكيلي هذه الأيام لدعوى قضائية رفعها عليه أحد المواطنين. ظن المواطن أن الشكيلي تعرض له ضمن إحدى قصصه التي نشرت حديثاً في مجموعة قصصية. ومما كان أن اسم أحد أبطال قصص الشكيلي يحمل نفس اسم المواطن المشتكي. فاعتقد المواطن المشتكي أن الشكيلي تقصد شخصه في قصته. فذهب للادعاء العام ورفع قضية ضد الكاتب الشكيلي.

لكن الشكيلي يقول أنه لا يعرف المواطن المشتكي. وأن الأمر هو تشابه أسماء مثلما تتشابه الأسماء في دليل الهاتف. وإن خلق الله من الشبه أربعين، فإن عمان تتكرر الأسماء بها. لكن المواطن ينتمي لولاية بهلاء، وهي الولاية التي ينتمي لها الشكيلي، ويعتقد المواطن أن الأمر ليس محض صدفة. لكن الشكيلي يصر على عدم معرفته بالمواطن.

في تحقيق صحفي أجرته الصحفية بدرية الوهيبي في جريدة الزمن شنع المثقفون العمانيون على الرقابة الاجتماعية ووصموها بأنها الرقابة الأشد على الكُتاب في السلطنة. ويعتقد هؤلاء أن التقصد المستمر للكتاب وأخذهم للمحاكم باستمرار ينم عن انغلاق في وعي المجتمع، وثغرات في النظام القضائي لا تحمي الكاتب وحريته في التعبير.
.

شخصياً، أعتقدُ أن ما يحدث لحمود الشكيلي قد يفيده في الأمد القصير والمتوسط. فالرجلُ الآن أصبح حديث الصحافة والمجتمع الرقمي في عُمان. وأعتقدُ أن مجموعته القصصية الأخيرة قد يزدادُ عليها الطلب، ومن ثم ستقرأ أكثر. وأعتقد كذلك أن القضية لا تستحق الكثير من الانفعال، بل الكثير من الإصرار على أهمية الكتابة وتوكيدها عبر تضامن الكُتاب مع الكاتب.

جمعية الكُتاب والأدباء في عُمان أصدرت بياناً تضامنياً مع الشكيلي، لكن جريدتي عُمان، والوطن رفضتا نشر البيان. لا أدري عن الشبيبة، لكنني أعتقد أن الزمن قد نشرته حقاً. يدفعني هذا الموقف من قبل الجريدتين لتأملهما. الجريدتان يبدو أنهما لا تعيران اهتماماً كبيراً بالتضامن مع كاتب كتبَ سنينَ عديدة في الصحافة العمانية، بل وساهم في تحرير بعض الملاحق الثقافية. بل إن الأمر أكبر من هذا، القضية الآن ليست تضامناً مع كاتب، إنه تضامن مع مسألة الكتابة ككل. وإن كانت جريدة لا تتضامن مع الكتابة الحرة، فإنني لا أستطيع أن أقبلها كجريدة.
.

دعونا نتضامنُ مع حمود الشكيلي.

هناك تعليق واحد:

  1. يموت الشجر واقف وظل الشجر ما مات

    مع حمود الشكيلي حرفا وكتابة
    مع الاديب الذي يحترق ليسعدنا

    سينتصر العلم ولو بعد حين

    والاوراق لا تسقط الا في فصل الخريف
    ونحن في ربيع متجدد دوما بوروده
    التي ينثرها مبدعينا

    شكرا عزيزي حمد
    وكلنا حمود

    ردحذف