الأحد، 22 نوفمبر 2009

مقهى وحانة التـ(ة)ـاء المربوطة

مقهى وحانة التـ(ة)ـاء المربوطة



في الغالِبِ يأتيها طُلّابُ الجامِعَةِ اللبنانيَّةِ

في كَبدِ الحَمْرا الحَمْراء...

صَبايا لبنانيَّاتٌ بالفطرةِ والقشطةِ والزَّعْترِ والغارْ..

غِلمانٌ مَنحُوتُون بنكْهةِ عِطرٍ زيتُونِيٍّ

فَنَّقَهُم بيَسَارِ الفِكرةِ تعلو الفكرةَ

فوق بُوَيْبِ المَقهى البارْ..

كالنُّقطةِ ورفيقتها النُّقطةِ فوقَ الهَاء

يُفقِّحُ حِنكَتَهُم، في مَسرَى القهوَةِ، تيَّارُ يَسَارْ.

............................

............................

فَحوى القِصَّةِ؛ أَنِّي أَنسى الفُصحى أحياناً، لكنِّي أَتفكَّرُ

في أَمرِ "التَّاءِ المَربُوطَةِ" بقرُنفلةِ الحُريَّةِ؛ وأقولُ لنفسِي:

ليسَ مُهِمّاً تعدادُ حَواسِيبِ الطُّلابِ، هَواتِفهِمِ النَّقالَةِ

أو إضْبَاراتِ أَسَاتِذتِهِم تُنقَلُ بَينَ فضاءينِ

بتقنيَةِ البْلُوتوثْ Bluetooth

أَتفكَّرُ ثانيةً:

ليسَ مُهِمَّاً، عُصِرَت تَقنِيَةُ الزُّرقةِ سِنّاً يَلمَعُ

قَبَساً مِن نُور الهَاءِ المَحضِ

(كَنُور شقيقتها التَّاءِ المَربُوطةِ)

أم زَحَفتْ زُرقتُها خبَباً ضَوئيّاً يَتهَاوى

مِنْ ظُلُماتِ عُصُورِ المَامُوثْ

.. إذ ليسَ مُهِمَّاً -أَتفكَّرُ- تقشيرُ بُصَيْلةِ هذا الأمر

بسكِّينِ البَحثِ العِلمِيِّ؛ وليسَ مُهِمّاً

(في أقصى ضَوءِ الفِكرةِ، شِعراً)

أَنْ أتذكَّر ما قد يَحدثُ في حاناتِ عَباءات

الهَاءآتِ الأخرى...

فالفارقُ أَوضحُ مِمَّا قد يَبدُو للزائر:

(حِين يُقارِنُ فِكرَةَ قَمعِ مُظاهَرَةِ الطُّلابِ

بجامِعَةِ المَلِكِ فَيصَلَ في الدَّمامِ

وجامِعَةِ البَحرَيْن وجَامِعَةِ السُّلطانِ القابُوسْ).

أتفكَّرُ:

ليسَ مُهِمَّاً، في أَمواهِ خليجٍ يَتنفطُ، ليسَ مُهِمّاً تعدادُ

دشاديشِ الطُّلابِ، عَبايَاتِ بَناتِ الدَّوحَةِ،

مَسقطَ، رأسِ الخيمَةِ والعَيْنْ

فالعَيْنُ تَرَى هَاءَ الحُريَّةِ ناصِعَةً في مَكتبَةِ

التَّاءِ المَربُوطةِ بالنقطةِ والنقطةِ - جَدَلاً قد لا يُنهِي

المُتغلغِلَ في مَرصُوصِ الذكرى

مِن حَربِ شوارع لبنانْ..

لكنَّ العَين تراها ثانيَةً أنصع من حُريَّتِها المَوزونَةِ

إِذ تَتسَامَقُ أَرزاً رَفرَفَ في قلب الرَّايَةِ..

أَرزاً لم تُخجِلْ دُكْنَةُ خُضرَتِهِ غَيْنَ الأَحزابِ

المَنقُوطَةِ بالفِتنةِ تَضفرُ شَعرَةَ قِحفتها ليلاً

لتُراكِمَها واحِدةً بعد الأخرى

فوق ادْلِهْنانِ سَمَاواتِ الأغيَانْ.


محمد الحارثي

هناك 3 تعليقات:

  1. الله الله الله... إنتقاااااااء جميييل يا حمد...


    بس بصراحة مافهمت غير كلمة: تعداد..!!

    أعتذر عن ثقل دمي..

    زورنا عاد.. لا تقطع؟

    saalook.blogspot.com

    ردحذف
  2. شوارع بيروت مازالت في ذهن الحارثي تعيش


    جميلة ... شكرا

    ردحذف
  3. جميله دوما هي انتقاءاتك

    طابتت ليلتك

    ردحذف