الأحد، 29 نوفمبر 2009

الانحدار الأخلاقي يجلب المصائب؟

الانحدار الأخلاقي يجلب المصائب؟


وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصلبه
وأردَف أعجازاً وناءَ بكلْكلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي
بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ

أمرؤ القيس


بالرابط أعلاه خبر من أندونيسيا، عن وزير الإعلام والاتصلات الإندونيسي الذي صرح أمام الملأ أن الكوارث الطبيعية التي تضربُ إندونيسيا عادة سببها الإنحدار الأخلاقي، والدليلُ على الانحدار هو إنتشار الأفلام الإباحية في السوق.

ويبدو أن تصريح الوزير لاقى صدىً وارتياحاً لدى نسبة من السُكان هناك خصوصاً إذا علمنا أن حركة تحرير آتشيه الإنفصالية في أندونيسيا قد قبلت بالحكم الذاتي بعد تسونامي لاعتقادها أن التسونامي كان عقاباً من الله على التناحر بين الإخوة في الدين حتى وإن فرقهم العرق.

لكن تصريح الوزير الأندونيسي لاقى بعض النقد، وقد ذكر الخبر أن أحد المعلقين على الإنترنت قال: "لم التركيز على الانحدار الأخلاقي لدى الشعب عندما يكون هناك الكثير منه في الحكومة؟". فهل يكون عقاب الله على فساد الحكومة؟ أم فساد الشعب؟

لكن من أين أتى الوزير الإندونيسي بفكرته السابقة؟

لاشك أن بعض المؤلفات في الدين الإسلامي ترسخ الاعتقاد أن الكوارث الطبيعية والأمراض المعدية هي عقاب من الله للعاصي. وتستغل هذه المؤلفات قصة النبي لوط في القرآن الكريم حينما خُسف بمدن سادوم السبع عاليها سالفها، لتتكون بحيرة كبيرة شديدة الملوحة، يعرفها الجميعُ اليوم باسم البحر الميت.

لكن هذا التفكير الإسلامي ليس هو التفكير الوحيد حول تفسير الكوارث. هناك تفسير آخر ينحو بهذه المسألة إلى الطبيعة وقوانينها. نجدُ هذا في كتاب "الإيمان بين الغيب والخرافة" لخميس العدوي وخالد الوهيبي.

نسألُ أنفسنا مباشرة،
هل ما يحدثُ في العالم هو نتيجة لتدخل الله المباشر؟
أم هو نتيجة لقوانين الطبيعة وأفعال الإنسان المادية؟

هناك 4 تعليقات:

  1. موسى البلوشي29 نوفمبر 2009 في 11:03 ص

    العزيز: حمد الغيثي..
    لم أقرأ ما كتبه خميس العدوي والوهيبي. لكن لا يجب اغفال كل التفسيرات ..اتمنى أن لا نتقوقع خلف التفسير القائل أن ما يجري من كوارث هو بسبب ذنوب البشر..أتمنى

    وبمناسبة ذنوب البشر هذه الأيام أيام عيد وازدحام وترتفع فيها أعداد البشر المسعورين وتصل فيه النزوة قمة هرمها!

    تدوينة جميلة.. شكرا لك

    ردحذف
  2. موسى..
    كتاب "الإيمان بين الغيب والخرافة" كتاب جميل، ولكنه ليس استثنائياً بالمُطلق.
    لابد من رؤى أخرى غير الرؤية التقليدية التي نراها أمام أعيننا.
    لكَ أسمى تحية، وشكر.

    ردحذف
  3. وهل رأينا الناس يفعلون المنكرات في الشوارع ، حتى الدول التي يقال انها مرتع لاوكار الزنا لا تفعل ذلك ، كله في الخفاء او في مناطق صغيرة جدا لا تذكر ، يجب معرفة ان الفساد الاخلاقي بدأ منذ بداية الخليقة لم ولن يتوقف حتى في زمن الدولة الاسلامية الاولى . كمسلمين اصبحنا نأخذ الكوارث الطبيعية بتفسيرنا الايدلوجي وليس بتفسير علمي ، متناسين اننا تحولنا من الازمنة البدائية الفوضوية الى زمن المعرفة الانسانية المتطورة ، لا ننسى ان هناك التغييرات المناخية بسبب حركة الارض وغيرها .

    ردحذف
  4. مسرح الحياة..

    أهلاً وسهلاً بك دوماً.

    ردحذف