الخميس، 26 نوفمبر 2009

عرفة، وعيدكم مبارك

عرفة، وعيدكم مبارك


كل هذا يشيعُ بقلبي الوَهنْ
كلُ هذا البياضَ يُذكرني بالكفن
فلماذا إذا متُ
يأتي المعزونَ متشحينَ
بشاراتِ لونِ الحداد؟
هل لأن السوادَ
هو لون النجاةِ ضد الزمن؟
ضد منْ؟
ومَتَى القلبُ في الخفقانِ اطمئنْ؟!
أملُ دُنقلُ

إنه ذلك النداء القادم من جزيرة العرب للناس. نداء قديم، وشجي، ومثير. متحد بالمكان والطبيعة، فصارت المناسك رحلة كبرى تذكرُ بالآخرة. منذ ذلك اليوم وحتى اليوم لا تزال دعوة إبراهيم تجتذبُ إليها اهتمامَ البشرِ سنوياً. وبكة تحتضنُ المناسك والمقدسات بعدما خفتت قدسية مدن أخرى.

يذهبُ الإنسان هناك فتنسلخُ منه الدنيا، ويخرجُ منه الشيطان. لا يعودُ كما ذهب، ولا يبقى كما كان. بل تطبعُه تلكَ الرحلةُ بطابعها. معركة الوجود الآخر تمثلُ أمامه، والناسُ في بياض شديد. يتدافعون، وربما يموتون، تحت باب الله، ولأجلِ الله. إنه يومُ عرفة حين التقى آدمُ بحواء على الأرض، على جبلِ الرحمة. إنها سيلُ من الدمِ يتدفقُ غداً حين تنحر الأضاحي، فيموتُ الشيطان لأجل فكرة أخرى تثبتُ نفسها.

العيدُ غداً. قد يكونُ سعيداً، وقد لا يكون. قد يلتقي فيه الناس مع أقرانهم، وأصحابهم. وقد يُعرضُ الآخرون عن آخرين. وقد يمتنع آخر من اعتبار العيد عيداً. لكن ها هي السنةُ تطوي نفسها، والسنون تسلخُ عديدها. فمن نحنُ؟ وما كُنا؟ وما نكونُ؟

عيدكمُ مبارك هذا العيدِ،
وكلُ عيدٍ...

هناك 7 تعليقات:

  1. موسى البلوشي26 نوفمبر 2009 في 6:27 م

    يا نور علـلى نور..

    حمد : مؤثر ما كتبت عن عرفة والعيد..
    نحن بحاجة إلى مثل هذه الأيام لنغسل ارواحنا من درن الحياة..

    شكرا لك وتقبل مروري

    عيد سعيد لك ولأسرتكم الكريمة

    ردحذف
  2. حمد .. صديقي الحبيب .. فقط كن سعيداً، أو حاول التظاهر بذلك كما قلت لكل من هنأته بهذا العيد، السعادة يجب أن تنبع من قلوبنا رغم ما يضيق بالقلوب !


    كن بخير يا صديقي .. كل عام وأنت بخير

    ردحذف
  3. موسى

    شكراً لوجودك هُنا.. عيدك مبارك وأيامك سعيدة.

    ردحذف
  4. عزيزي فشكول..
    إنه العيد. أتمنى أن تستمع به في عُمان.
    هناك الأصدقاء والأهل، رغم أني لا أفهم جيداً معنى الكلمتين.
    عيدك مبارك..

    ردحذف
  5. كل عام وأنت بخير ...
    وعساك من عواده

    ردحذف